المرزوقي في حوار مع باب نات.. عن آخر كلامه مع السيسي ومرسي ..عن قواعد النهضة..عن خصوم قطر على موائد قطر...!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d587b0da47681.61530047_nqimkgpejflho.jpg width=100 align=left border=0>
الدكتور منصف المرزوقي


باب نات - يفتح موقع باب نت نافذة على كل المترشحين للانتخاب الرئاسية، يلتقي هذه المرة الدكتور المرزوقي، في حورا يجمل ما سبق ويستشرف ما سياتي.. الحوار مع الرئيس السابق المنصف المرزوقي، يكشف ان الرجل تزود ببعض الحذر لكنه يفعل ذلك على مضض، يصارع هذا المناضل المتمرد ابدا.. المتحفز أبدا.. يصارع لإيجاد حالة صلح بين خطاب الفدائي وخطاب السياسي..نحن أمام عملية مركبة ومعقدة، لشخصية تشكلت خلاياها منذ عقود ضد الدولة الباطشة ثم تحولت الى رجل الدولة!!! مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة.


هكذا كان شعور المرزوقي يوم غادر قصر قرطاج..
...

هكذا وصف الشاهد والزبيدي والمهدي جمعة وغيرهم..
هكذا سيتعامل المرزوقي مع قواعد النهضة..
هكذا رد عن تقديم التنازلات للثورة المضادة..
هكذا كانت رسالته الى الانظمة العربية المعادية للثورة التونسية..
هكذا اجاب عن حظوظه في الترشح للدور الثاني..
هكذا استشهد بالآية الكريمة" ''كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ''..
هكذا أجاب عن المرشح الذي ليس له مكينة تدعمه..
هكذا تفاجأ بخصوم قطر على موائد قطر..
هكذا سيتصرف المرزوقي مع السيسي اذا صعد الى الرئاسة وتحتم اللقاء بينهما..
هكذا كان اللقلاء الاخير مع مرسي..
هكذا كانت آخر عبارة قالها لللسبسي قبل مغادرة القصر..



حاوره نصرالدين السويلمي

*اول رئيس تونسي سابق، واول رئيس عربي سابق يراهن على الرئاسة! هذا الشعور لا تتقاسمه مع غيرك من المترشحين، فكيف تصفه؟

أنا الوحيد الذي أعرف ماذا ينتظرني ...أما الآخرون فأتصور أن لهم كثيرا من الأوهام.



*مرشح الثورة ام مرشح تجربة الانتقال الديمقراطي أي الالقاب أحب اليك؟

الثورة لحظة والانتقال الديمقراطي لحظة داخل اللحظة، أما الخيط الرابط بين كل لحظات التاريخ فهو المشروع التحرري الذي ينقل شعبا من الرعايا إلى شعب من المواطنين ...من دولة أقلية تملك شعبا إلى أغلبية شعب تملك دولة...من دولة اللوبيات والعصابات إلى دولة القانون والمؤسسات.
أنا مرشح هذا المشروع التحرري ...مرشح شعب المواطنين في نضاله من أجل تثبيت سيادته وحقوقه وترويضه دولة لا زالت في قبضة اللوبيات والعصابات.



*بعض الشخصيات ترشحت جهارا باسم الثورة المضادة، وبعض الشخصيات الاخرى ترشحت باسم الثورة، لكن هناك شخصيات رمادية، مثل الشاهد الزبيدي المهدي جمعة وغيرهم، اين يصنف هؤلاء؟

هم الذين قال سيدنا المسيح لهم الواحد بعد الآخر: كن ساخنا أو كن باردا وإلا بصقتك من فمي.



*لماذا يصر المترشحون على التخلي عن المهمات الدقيقة لصالح القواعد، مثل الاختيار، لماذا لا يقع الترشيد من طرف المترشحين، من المفروض ان تذلل الصعوبات امام قواعد الثورة والتجربة لتصبح مهمتهم الوحيدة التحشيد لانتخاب ممثلهم، اليوم يعيشون حيرة الشخصية الجامعة ، من هي وبأي مقاييس ومن سيوحد انصار الانتقال الديمقراطي على الاختيار الافضل؟

لماذا يوجد الشر ولا يوجد الخير؟ لماذا لا يحب الناس بعضهم البعض؟ لماذا يصوت الفقراء على المتسببين في فقرهم ؟ لماذا لا نجلس حول الطاولة ونحلّ كل مشاكلنا دفعة واحدة؟ الردّ: تلك هي طبيعة البشر وطبيعة الحياة وطبيعة المجتمع وطبيعة السياسة. أعطني عالما بقواعد أخرى وسأعطيك كل ما تطلب.
أما والعالم كما هو والسياسة كما هي والبشر كما هم، فلا خيار لي ولك ولنا جميعا غير مواصلة التخبط داخل المنطق واللامنطق ، المفهوم وغير المفهوم ، غير المشي في العتمة والحفرة وراء الحفرة العدو أمامك والخصم والمنافس وراءك والحياة القاسية تختبر في كل لحظة من أي طينة أنت.



*كيف سيتعامل المرزوقي مع قواعد النهضة بعد ترشح نائب رئيس الحركة للانتخابات الرئاسية

لا أتعامل مع قواعد أي حزب مسجلة في دفتر خانة كما قال أحدهم وكأن البشر جماد يملكه البعض ويسجلونهم باسمهم واسم أولادهم. أنا أتعامل مع أشخاص أحرار لهم عقل وضمير



*من هي الشرائح التي يستهدفها المرزوقي

شعب المواطنين بطيفه الواسع.



*هل يؤمن المرزوقي بتقديم تطمينات للثورة المضادة ومراكز قواها ونفوذها، على شرط عدم استهدافها للتجربة وعدم تغولها لتشكل خطرا على الثورة

أبدا. لأنه عدا كونه موقف جبان ومخادع، هو بلا جدوى. أنت لا تروّض ذئبا بمعسول الكلام لإقناعه بظلم أكل خرفانك وأن صحته ستتحسن بأكل السلطة بدل اللحم.




*اذا كانت الثورة تبارك بلا حدود مواقف المرزوقي تجاه القوى العربية المعادية للثورة، فان خصومه يتساءلون كيف سيتصرف رئيس الجمهورية مع عرّاب الامر الواقع وسفاح الامر الواقع وجزار او منشار الامر الواقع...

كل ما أريد أن يتركوننا وشأننا .... ونحن سنتركهم لشعوبهم، لإرادة التاريخ ولمشيئة الله
وإن لم يتركونا وشأننا فمن حقنا وواجبنا الدفاع عن شرفنا واستقلالنا.



*هل يرى المرزوقي نفسه في الدور الثاني ومع من تقريبا ؟

القرار للصندوق وفاز باللذة الجسور



*ثورة ليس لها من نفوذ يذكر في الداخل، العمق المالي والاعلامي والسياسي في قبضة الثورة المضادة ، وليس لها من نفوذ يذكر في الخارج ماعدا بعض التثمين والاعجاب الباهت، بينما خصومها في الخارج يحشدون منذ 2012 لإسقاطها، كيف تمكنت من البقاء على قيد الحياة ثم كيف تدخل المنافسات الكبرى التي تعتمد على صناعة الراي ، وكافة ادوات صناعة الراي على ذمة الثورة المضادة.

''كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ''
صدق الله العظيم
ومن مقولات البشر ما قاله شوقي:
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركاب





*يقول البعض ان مواقف المرزوقي الثورية اقوى من امكانيات الدولة التونسية، فالبلاد لا تستطيع تحمل تكاليف الحقيقة الوطنية العربية في مقابل واقع داخلي و عربي يغلب عليه الباطل.

تبرير بائس للذين وصفهم المتنبي أحسن وصف:
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ.







*اذا لم يكن للمرشح الرئاسي مكينة فما البديل عن ذلك

يوم خرجوا لاستقبالي في الانتخابات الماضية بشعار '' جيناك، جيناك بلا فلوس '' اكتشفت مفهوم شعب المواطنين. لولا صرخة القلب هذه لعدت لبيتي نهائيا وقد اختارت الأغلبية عليّ ممثل كل ما ثار ضده الشعب وكل ما أوصلنا لحافة الهاوية.




*تحدثت انت كما تحدث الرئيس الراحل عن اصدقاء تونس وما قدموا لثورتها وانتقالها، لكن بدون تفصيل، فهل من ارقام خاصة حول مساعدات الامارات وقطر وتركيا والسعودية.

قانون الحق في النفاذ للمعلومة يمكنك أن تبحث أنت عن الأرقام. يكفيني ترديدها وأعدائي يريدون ترسيخ فكرة أنني عميل تركيا وقطر وأن على الشعب أن يُسوّى بيني وبين آخرين هم أيضا عملاء لكن لمحور الإمارات والسعودية.
على ذكر قطر اتركني أروي لك طرفة لها أكثر من مغزى.
سنة 2016 دُعيت للدوحة لإلقاء محاضرة حول مستقبل الربيع العربي.
بعد انتهاء المحاضرة أخذني سفيرنا للعشاء في نادي الدبلوماسيين. لم أصدّق عيني وأنا أرى شلّة من التونسيين على أكبر طاولة وفي أجمل مكان وكلهم من شتموا قطر ليلا نهارا طيلة رئاستي (من بينهم ''صحافي'' مدير موقع الكتروني بالفرنسية يتمعش من سبّي إلى اليوم)
ليلتها قال لي السفير محرجا وأنا أنهض لتغيير المكان أصابني التقزّز: كلهم بالصفّ. اليوم قطر لم تعد العدو التي كانت يوم كنا نقول لهم دون أن يسمعوا هذه الدولة تعاون تونس وليس الترويكا.
شعرت كتونسي بالعار وبالخجل وأنا أتصور مشاعر القطريين تجاه هؤلاء الانتهازيين الذين كانوا يشتمونهم ليلا نهارا وها هم اليوم يتسارعون لموائدهم.
يا إلهي ما أقبحهم! يا إلهي أي بشر هؤلاء الناس ليرضوا لأنفسهم بكل هذا الهوان!




*اذا صعدت الى الرئاسة فكيف ستتصرف مع زعيم الانقلاب في مصر خاصة في المناسبات الرسمية التي تتطلب الاحتكاك المباشر

كما تصرفت في أديسا بابا ونيويورك سنة 2013 و2014: ''لا عين ترى لا قلب يوجع ''









*كيف كان شعورك أواخر سنة 2014 و انت تسلم السلطة وتغادر قصر قرطاج؟

خليط يصعب تفكيك مكوناته: تنفس الصعداء وقد انتهى الكابوس.... حزن طفيف بسبب الملفات التي انطلقت وتوقفت ... غضب صامت أمام خسة الوسائل التي استعملت ضدي ... تعجب أمام مهزلة بأتم معنى الكلمة ...تفجّر ضحك مكتوم أمام عبث التاريخ وسخرية الأقدار من البشر المساكين ... خوف في أولى براعمه على مصير إليه البلاد ... تصميم أكثر من أي وقت مضى بأن أواصل مجابهة الجبل بالقادومة وإن تطلب الأمر بأظافري.



*في لقاءاتك مع الشهيد محمد مرسي هل اسرّ لك ببعض المخاوف من الاغتيال او الانقلاب؟

أبدا.







*هل تذكر آخر عبارة قالها لك؟

لن أكذب على الرجل بوضع جمل منمّقة في فمه. كان لقاء بين انسانين من نفس الطينة تبادلا آلامهم وآمالهم بلغة البشر العادية ولا أحد كان عالما بما تخبئه الأقدار لذلك لم تكن هناك جمل وداع صادقة أو موضوعة ستلهم الأدباء والمؤرخين.



*ما هي آخر جملة أو كلمة قلتها للسبسي عند المغادرة؟

بالتوفيق



*اذا عدنا الى بداية الربيع العربي، هل كنت تعتقد ان التجربة التونسية ستبقى يتيمة في غابة من الثورات المحروقة

قلت أكثر من مرة في محاضراتي في الجامعات الامريكية والبريطانية التي طرحت على الموضوع دوما أن صورة الربيع العربي مضللة. الأحسن الحديث عن البراكين العربية.

البراكين كما تعرف تثور ولا أحد يعرف متى. لكننا نعرف لماذا. القاعدة أنه إذا تصاعد ضغط الغازات والسوائل الحارقة داخل البركان فلا مناص من الانفجار لإفراغ ما بداخله من حيوية مضغوط عليها إلى درجة فاقت طاقة التحمل. كذلك مجتمعاتنا. اشحنها بالظلم والفقر والمحسوبية والاحتقار تنفجر بالضرورة. تعود البراكين لحالة الخمود فترة تطول أو تقصر فإذا شحنت من جديد انفجرت. وبما أن كل المجتمعات العربية تحت نفس ضغط الفساد والاستبداد فالانفجار حتمي ولا علاقة له بعدوى أو بتحريض خارجي. كل الطاقة من الداخل. انتظروا إذن سلسلة الانفجارات المقبلة والنخب الغبية هي التي تعيد شحن البراكين التي ستقوى انفجاراتها أكثر وأكثر لتحصد للأسف أرواح المذنبين والأبرياء على حد السواء.




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 187556

Nourammar  (Tunisia)  |Lundi 19 Août 2019 à 10:52           
حوار شيق وممتع وزادني اصرار على انتخابه

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 18 Août 2019 à 13:55           
@ lechef
هذا ما تراه انت، وانا لا اتفق معك مع كل احتراماتي.
كفانا تجارب ومخاطر وتضييع وقت، خسرت تونس اكثر من 70 سنة اى أين ؟ لا تعد تتحمل تونس اكثر تضييع وقت العديد البلدان استقلت 40 او 50 سنة بعد تونس ودخلت عهد الحظارة إلا العرب لا زالوا تحت الحكم بالوصية والاستعمار الفكري والاقتصادي ...، انهم لفي سكرتهم يعمهون.

انا الى حد لم اتخذ قرار لمن سأصوت، بل اعرف انه سيكون رجل يؤمن بالله وله شخصية قوية لاخذ القرار له القدرة لجمع كل التونسيين ليس له اي شبه فساد او علاقات غير سليمة مع اي طرف اجنبي او تونسي وله الحكمة في كيفية الاتصال مع الشعب وبالطبع يحمل مشروع وهذا ما يقدر عليه الا من له حزب قوي معه ثم رجل له علاقة طيبة مع كل الاطراف الحزبية والاجتماعية.
لذلك اعرف لمن لا انتخب مثل عبير موسي والزبيدي

Lechef  ()  |Dimanche 18 Août 2019 à 12:26           
Il faut noter qu'un candidat qui laisse traîner derrière lui un parti ne servira sue ses partisans une fois au pouvoir. Vous pouvez constater ceci depuis L'indépendance jusqu'à après la révolution . C'est triste !!!!!

Lechef  ()  |Dimanche 18 Août 2019 à 12:22           
@Nouri. En ce qui me concerne j'analyse des résultats et des bilans tels qu'ils se présentent . Je voterai pour un candidat indépendant qui n'est pas fixé jusqu'à ce jour. Je choisirai le moins mauvais.

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 18 Août 2019 à 12:03           
@ lechef
هل انت تؤمن بالسياسي الذي لا يملك لا فكر ولا وعي ولا تغيير ولا رسالة ؟
وتريد الزبيدي باي ثمن ؟

Lechef  ()  |Dimanche 18 Août 2019 à 11:38           
Un grand décalage entre la théorie et la pratique.Une large différence entre la parole et L'application.Bref, des idées avec difficultés ou impossibilité d'application . C'est de l'hors jeu .

Mandhouj  (France)  |Dimanche 18 Août 2019 à 10:05           
الرئيس المنصف المرزوقي، شخصية لا يملكها فقط الشعب التونسي، لكن كل الشعوب التي تقاوم الإمبريالية اليوم. أما القضية الإنتخابية فذلك أمر، له تعقيداته الخاصة و الملتوية. و تلك هي السياسة. الاكيد أن معه سيكون لمعركة الأفكار نكهة و غوس خاص في العمق.
عاشت تونس ديمقراطية أبدية
بن علي هرب.

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 18 Août 2019 à 09:03           
لو كان له حزب قوي باعضاء لهم وزنهم على الساحة مثل عهد الترويكا لكان يتمتع بشعبية اكبر من التي هو عليها الآن، لكن ما حصل بينهم والانقسامات هي سبب وضعهم الحالي.


babnet
All Radio in One    
*.*.*