رسالة علي العريض إلى أحد رفاقه بعد الحكم عليه بالإعدام سنة 1987

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/6328d0bb8e0cc0.68100462_qohlpgminkejf.jpg width=100 align=left border=0>


رسالة علي لعريض الى أحد رفاق القضيّة بعيد انتهاء محاكمات أمن الدولة وأحكام الاعدام التي طالته سنة 1987، ما الذي يشغله؟ كيف ينظر الى طبيعة الاحداث؟ ما موقفه من الحريات والفئات المفقرة؟ ومواقف عديدة جديرة بالاطلاع.



برج الرومي، 27 ذو القعدة 1408. 12/07/1988 الأخ العزيز صادق

أحمد الله تعالى لك وأصلّي وأسلّم على نبيّه ومصطفاه... وبعد..
أخي الكريم... هاتان مدرستان نتعلّم منهما التأثير في الواقع وتوجيهه ونحكم بهما التصرّف في شؤون الحياة... هما تدارس الكتب ومعايشة الواقع. في علاقة تأثّر وتأثير وإفراز للجديد والجميل باطراد. فلازمهما ما استطعت وخصّص لما قد تأباه النفس وقتا، والزم به نفسك وحدك أو مع غيرك وفي التعاون رحمة ورأفة بالنفس.
لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن نترعرع في أمّة نخر جسمها التخلّف والاستعمار واحتدّت الصراعات والأزمات داخلها ومع أعدائها، وتشتّتت شظايا بعد طول وحدة وريادة، وغدت – برغم ما تملكه – مُداسة المقدّسات، مُحتلّة الأراضي، مهتوكة العرض، متخلّفة على المستويين الإنساني والمادّي، فاقدة كلّ إسهام أو إضافة إيجابيّة للإنسانيّة أو تكاد، وكان من نتيجة كلّ ذلك أن كبرت مسؤوليتنا تجاه هذه الأمّة عامة في كلّ قطر من أقطارها.

الأخ الكريم : ما أخالك إلاّ مقتنعا تماما بأنّ استشعار آلام الناس وآمالهم والعيش مثلهم ولهم ومن أجلهم والاستماتة في النضال من أجل الترقّي بهم أدبيّا وماديّا هو أهمّ هدف دعانا المولى سبحانه وتعالى إلى أدائه تجاه غيرنا، فلا تتأخّر وثق في شعبك وأمّتك واعلم أنّ تلك المدرسة، مدرسة الناس المستضعفين، مدرسة الواقع، مدرسة البسطاء والعوامّ، إنّها المعبّر الأكثر عن الحقائق الاجتماعيّة وإنها أصدق في كثير من الحالات من تحاليل النخب وعباقرة الكلام وثوريي المناسبات والصالونات، لازم شعبك، عايشه وعش معه وبه واحمل همّه وتوكّل على الله تعالى في كلّ ذلك، واعلم أنّ ذلك واجب دينا وعقلا وأنّ تلك أكبر مهمّة الخلافة الإلهيّة التي جوهرها إصلاح للنفس والغير ومقاومة للفساد في النفس وفي الغير وفي الواقع. استلهم من الوحي وتعبّأ به، وطّنه في نفسك وأهلك وقومك، وثق في قدرتك على الفعل والإنجاز والإبداع وفي قدرة شعبك وأمّتك على النهوض والتدارك، وثق في أنّ الله تعالى معك بالتدخّل المباشر وبتسخير السنن لفائدة ما نسعى إليه من نبيل الغايات بشريف الوسائل.

وطّن نفسك أخي على أن تكون مواقفها ومناهج تعاملها، مع الأحداث ومع كلّ أمر، مبنيّة على إجابة رصينة مقنعة وحيا وعقلا على سؤال لفائدة من هذا الموقف ؟ هل بهذا يتقدّم الإسلام ؟ هل بهذا تنهض الأمّة ؟ هل بهذا يزدهر الشعب ؟ هل في هذا أنانيّة أم تضحية ؟ انهل من الكتب والشروح وإنتاج الإنسانيّة فإنها مفاتيح للذهن تفتّقه، تمنهجه، وتدعم قدرته. عِ مكاسب وطنك وصنها وادعمها وحاذر من تصغيرها، أو تحقير البعض لها، ليكن همّك الإضافة والتطوير قبل استنكار الأخطاء... حاذر المخاطر التي عادة ما تعصف بالمناضلين، مخاطر الارتخاء والاستسلام للدنيا، ومخاطر الابتعاد عن الأهداف السامية المحدّدة. قاوم في نفسك وأهلك وقومك كلّ نزعات الفرديّة والنفعيّة والاستقالة، واللّامسؤوليّة واليأس. عمّق في نفسك حبّ الشعب وقضاياه حبّ الجماهير كلّها والرحمة والشفقة عليها، واشعر دائما أنّك منها وبها ولها وأنّك ابنها... ابنها... ولها عليك كلّ حقوق الأبوّة وكلّ واجبات البنوّة البارّة. كن للجماهير إسلاما يمشي على الأرض ويتكلّم ويعالج قضاياهم، ليكن هدفك، بخلقك وفعلك، أن توصل الجماهير قريبا إلى الاقتناع الكامل بأنّ نضالها من أجل سيادة الإسلام هو جوهر نضالها من أجل تحقيق آمالها في الحريّة والعدالة والتقدّم والعكس بالعكس أيضا... إنّ اليوم الذي يتحقّق فيه هذا الأمر (النضال من أجل الإسلام هو النضال من أجل الحريّة والتقدّم) لدى أوسع الجماهير ولدى الإسلاميين، هو اليوم الذي تحصل فيه النقلة النوعيّة الكبرى بينما كان وسيكون، ليتواصل البناء والتشييد والتطوير والتجديد والترسيخ...
ثابر على توطين نفسك وأهلك وقومك على الإيمان العميق وتقوى الله تعالى في كلّ أمر في الحياة فذلك هو ترجمة الإيمان الحيّ...
لا أطيل أكثر عليك... فالمعذرة : عمّق الإيمان، عمّق حبّ الخير للناس كلّ الناس، عمّق حبّ الجماهير وكلّ قضاياه، غلّب الحبّ واطرد الحقد من نفسك عن الجميع.
وفّقك الله والسلام... لعريّض.



Comments


34 de 34 commentaires pour l'article 63034

Zoulel  (Tunisia)  |Dimanche 7 Avril 2013 à 10:22           
To si ali larith: je fais partie de ceux qui croient en vous et en votre projet mais je vous dis : bien faire et laisser dire car vos rétracteurs ne vous laisseront jamais tranquille

Dinos  (Tunisia)  |Dimanche 7 Avril 2013 à 06:59           
قال تعالى :" وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين أحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة " صدق الله العظيم
تلك هي رسالتي للسيد على لعريض ولعموم خلق الله
وهي جوهر وجودنا على الأرض

Ahmed01  (France)  |Samedi 6 Avril 2013 à 21:14           
Une lettre écrite dans un registre soutenu qui force le respect, voire l'admiration. mais c'est à monsieur larayedh
de lire aujourd'hui le gouffre qui sépare le projet fondateur et la réalité. force est de constater que le compte n'y est pas. c'est vraiment dommage qu'on renie des principes si nobles en cours de route.

Ahmed01  (France)  |Samedi 6 Avril 2013 à 20:59           
المشروعية النضالية التي اكتسبتها النهضة من سنوات الجمر ـ تحديدا أولائك الذين بقوا في تونس ـ يُخشى عليها أن تبدّد هذا الرصيد عير الدخول في لعبة المال والتحالفات المشبوهة مع إمارات البترودولار ومؤامراتها ضد المشروع الوطني. والثابت اليوم أن هناك تنكرا للمبادئ التي كانت ترفعها هذه التيارات في تونس ومصر ولم يعد تحالفها مع المشروع الأمريكي يخفى على أحد والأكيد أن النهضة وأخواتها سيدفعون ثمن ذلك باهظا

Anaam  (Canada)  |Samedi 6 Avril 2013 à 19:18           
@ ridhao (france): فرنساوي ده يا رضا

Justmuslim  (Tunisia)  |Samedi 6 Avril 2013 à 17:02           
ليته أعدم لتستريح منه فئات عديدة من الشعب التونسي تجار الدين يريدون حتى احتكار الدين
إذ لا حجاب إلا حجاب سمية ولا لحية إلا لحية عميل الأمريكان قاتل السلفيين نيابة عن أرباب البيت الأبيض
بالأمس كان الإخوان المجرمون يرمون مبارك وبن علي بالزندقة والكفر والعمالة لأمريكا والغرب واليوم هم يفعلون أفضع منهم
لم يجرِ مبارك على قصف الأبرياء في سيناء ولكن العميل مرسي فعلها إرضاء لأسياده في تل أبيب
بن علي و البوليس لم يجرِوا على اقتحام المساجد و تعفيس المصاحف لكن هذا تم في عهد الخلافة السادسة والسابعة
هل سمعتم في عهد بن علي بسفير فرنسا يحوس في بنزرت أو سفير أمريكا يقوم بزيارة فجئية لمدنين
هذا وقع في عهد تجار الدين أرجو من الله أن يتطهر منهم الأرض

Ridhao  (France)  |Samedi 6 Avril 2013 à 16:45           
Cette lettre écrite en 1988 par un prisonnier à un condamnée à mort , elle peut pour un premier ministre en exercice
il méditer

Winsock6  (Tunisia)  |Samedi 6 Avril 2013 à 15:05           
Impressionnante

Tounsi1977  (Zimbabwe)  |Samedi 6 Avril 2013 à 10:59           
Que allah vous aide en votre mission mr larrayedh. j'aime bien votre lettre .

Alichebbi  (Tunisia)  |Samedi 6 Avril 2013 à 09:19           
Monsieur laaraidh vous incarnez le courage et la lutte dans toute sa splandeur,vous etes l'heritier du grand daghbagi

Abuzayd  (United Kingdom)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 21:57           
هي رسالة من علي لعريض 1988 إلى علي لعريض 2013 نسأل الله أن يعيها ويفهمها

Panayotis_hugo  (United States)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 21:55           
الله يوفقك ياسيدي رئيس الحكومة والله اذرف دموعي ما هو السر الله ينصرك ويوفقك والشعب معاك وخلي لي dog يهرو مساكن مجروحي الثورة مجونحين بلغتنا العامية...ماكتبته وانت محكوم عليك بالاعدام ماهذه القوة وما

Wildelbled  (United States)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 20:45           
والآن نريد نشر رسائل لبجبوج لرفيقه بن علي ولبقية رفاق الخارات حتى نستطيع المقارنه

Hammmmma  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 20:33           
C'est du blabla le plus important ce qu'il va faire pour son peuple, vas t'il respecter sa lettre!

Directdemocracy  (Oman)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 20:33           
نريد بوجادي و يده نظيفة في الحكم و لا نريد عبقري سارق و لا يخاف رب العباد؟؟؟

Bononontroppo  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 20:12           
L'histoire est un eternel recommencement:
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين ( 5 ) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون

Momo1  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 20:00           
فعلاكماقال الأولون ماتعمل الحس كان الحاجةالفارغةأماعم علي ظهرمليان وقوي

Karimyousef  (France)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 19:50           
Je suis tres surpris du style tres soutenu d'un homme qui a eu un cursus scientifique.
de meme ,cette lettre met en evidence que son ouverture d'esprit et son adhesion aux valeurs de la liberté et de democratie ne datent pas d'aujourd'hui.c'est un temoignage tres rassurant
bravo mr le premier ministre.

Adamistiyor  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 19:31           
جائته رسالة الموت من عدوه
فرد عليها برسالة الحياة لرفيقه

Mandhouj  (France)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 18:45 | Par           
En dehors que c'est très émouvant, et significatif et signifiant. C'est un passage dans votre vie très réussi, reste alors de réussir l'actuel passage. Ce n'est pas difficile si on reste le même et surtout les mêmes valeurs. Ben Ali harab. Weli yaajibiq fi ezzamane tolou. Ben Ali harab. 23 ans n'ont pas duré. Ben Ali harab. Mandhouj tarek. Ben Ali harab.

ElGafsi  (Switzerland)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:55           
Merci monsieur ali

Ftouh  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:53           
أنت الآن في قلب الحدث سيدي الوزير فكن أول من يفعل وصيتك ويعمل بها علي أرض الواقع وكن قريبا مكان الآخ والصديق وإستمع عن قرب مشاغل المحروم من أبسط العيش

Abdout  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:34           
كان الله في عونك يا سيادة الوزير الأول و سدد خطاك.
أما الآن و قد مكنك الله في الأرض فنقول لك أن تونس أمانة في عنقك و ستحاسب عليها عندما تقف بين يدي الله عز و جل.
حافظ عليها و أعمل جاهدا لإيصالها إلى بر الأمان.
نرجو أن نرى أكثر صرامة في التعامل مع قضايا الأمن و الإضرابات العشوائية التي تنخر في الإقتصاد.
الله المستعان.

Selimtounsi  (Canada)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:33           
Juste imaginer la peine capitale est une torture pour une personne normale. alors que pour l'arayedh il n'en a même pas parlé dans cette lettre...je comprends du jours en jours que l'arayedh est la bonne personne à la bonne place...
je souhaite que l'opposition apprennes de ce monsieur au moins sa sincérité par ce que ses grandes valeurs sont bien loin des votre

Hemida  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:32           
Du militantisme , du civisme quel charisme !!! sincèrement je pensais pas que mr laridh écrivait aussi bien, c'est un style de romancier. bravo.

Tounsi  (France)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:31           
سنة1987 بعد الحكم بالإعدام عليه كان السبسي اللي يصول ويجول توا وحاسب روحو منقذ تونس والمهدي المنتظر يبيع في الشراب ويلحس في صباط بن علي

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:29           
نسخة طبق الأصل من هابيل والتنافس على سطح كوكبنا اما أن تكون هابيل أو أن تكون قابيل مع كامل الحرية في اختيار والانتماء للفريق الذي يلبي دوافع جيناتك الوراثية وصيفاتك المكتسبة ....

SOS12  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:26           
شكرا علـــــــى رسالــــتك الوديــــــــــة
تعمل النهضة في ااتــــــلاف وفق برنامج مــــشترك
في السياسة والاقتصاد والامن والثقافة والحريات
والشؤون الاجتماعية والصحية والعلاقات الدبلوماسية والعدلية

يكفي رئيس الحكومة التنسيق والمراقبة وحسن الممارســـــة
وهو تـــــحت الــــــمجهر

NuclearLotfi  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:16           
Un homme sincère

Ammar  (Tunisia)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:16           
Émouvant, sage, humain, intelligent, humble... je comprends kabir ahbar tounes lorsqu'il le compare au prophète youssef...

Jaimesfax  (France)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:16           
Des paroles des gens propres dans leurs têtes et leurs âmes voir l'opposition et comprendre la différence. qui peut mener la tunisie vers un avenir meilleur ?

Libre  (France)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:06           
Ennahda ne soyez pas naifs contre ses crocodiles et delinquants corrompus et tres pourris

Sicoo  (United States)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:06           
علي الضريف افلاطون سقراط و ابن رشد تونس؛ رئيس حكومة و كاتب فذ؛ ما هذه العظمة

Sofiene2020  (France)  |Vendredi 5 Avril 2013 à 17:01           
Une manière élégante d'écrire,
j'aime dire une seule phrase :
je n'ai pas voté pour ennhdha, mais lorsque je vois la performance faibles des opposants aujourd'hui, je pense que ennahdha va gagner une autre fois parce ce que malgré son travail, elle reste beaucoup plus forte que ses opposants minables.


babnet
All Radio in One    
Arabic Female