كيف أذل خبر بسيط شعبا كاملا.

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/6040f7d1d559b4.94500072_neiqplmhfjkog.jpg width=100 align=left border=0>


حمدي مسيهلي

لا توجد صدفة في كتابة المقالات او اختيار العناوين الصحفية وانتقاء الكلمات خاصة إذا تعلق الأمر بعلاقة بين بلدين، هذا الأمر ينطبق على الخبر الذي كتبته صحيفة العين الاماراتية والذي عنوته ب"جزيل الشكر..فرحة شعبية تونسية بوصول لقاح كورونا من الامارات "

...

يريد العنوان اعلام قارئيه بأن مسيرات خرجت في دولة معدمة لتشكر الامارات على تبرعها بلقاح كورونا لتونس المعدمة الفقيرة، وأن التونسيين ممتنون للامارات على هذا التبرع وأن الخصاصة والحاجة وصللا بنا إلى حد الاحتفال بألف جرعة من لقاح كورونا.

يتأكد هذا من خلال قراءة الخبر، الذي لا ذكر فيه لكلمة "الشقيقة تونس" والتي عادة ما تقال في هذا السياق، إضافة إلى ذلك تمت مقارنة تونس بقطاع غزة المحتل وظروفها بظروفه من خلال جملة " اللقحات القادمة إلى تونس أتت بعد أيام قليلة من تزويد الامارات لقطاع غزة بلقاحات شبيهة، في ظل تدهور الوضع الصحي والاقتصادي بالقطاع" رغم أن المقارنة لا تستقيم أبدا.

علما وأن الامارات تبرعت للقطاع ب20 ألف جرعة بينما تبرعت لتونس بالف جرعة فقط، إضافة إلى أن الجرعات أرسلت لتونس في شكل هدية لرئاسة الجمهورية قبل أشهر ولا ندري لم يتم الحديث عنها الآن إضافة لأن عدد الجرعات المرسلة لا يستحق
أصلاً مقالا للحديث عنه.

لم يكتف الخبر بهذا، بل وصف تونس بالدولة المحتاجة من خلال قوله " لتثبت دولة الامارات حرصها على مد يد العون لكل محتاج" وهي عبارة تبدو مذلة لأبعد الحدود ولا تستعمل أصلاً في مثل هذا النوع من السياقات.

فرحة شعبية بتبرع الامارات بألف جرعة في دولة محتاجة، هذا ملخص خبر العين الاماراتية، إلى هذه الدرجة من الذل والمهانة وصلنا في نظرة الدول الأخرى لنا ومعاملتها إيانا، طبعا لا لوم على الامارات أو غيرها من البلدان، فنحن من أوصلنا أنفسنا إلى هذا الحضيض ومازلنا نتمتع بالتمرغ في وحل القاع الذي وصلنا إليه، رئيس نائم عاجز و سياسيون هواة ونقابيون أنذال ومواطنون أنانيون يتكالبون يوميا لمزيد نهش هذا البلد، هؤلاء الأغبياء الذين حولونا إلى أضحوكة بين الأمم، وبلد محتاج، في انتظار الصفعة الكبرى التي ستأتي قريبا على وجه رقعة جغرافية كانت فيما مضى تسمى دولة.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 221724

Aziz75  (France)  |Vendredi 5 Mars 2021 à 10:47           
كيف يمكن إرجاع هذا اللقاح و قد أستعمل البعض. المشكلة،تكمن في رئيس الجمهورية الذي غير قادر على إدارة شؤون "قصره". هذا الشخص غير مطلع بما فيه الكفاية على الأمور الإستراتجية الدولية، و لا يفهم معالمها و خصصياتها. "الكواكب" التي تدور في فلكه، تلعب بالنار، و من الممكن أنها تحركها أصابع خارجية و داخلية لإرباك المشهد السياسي في البلاد حتى يزداد غموض.

RESA67  (France)  |Vendredi 5 Mars 2021 à 10:20           
Sérieusement! Mais on s’en fout! Si la journaliste d’El Ain flatte ses maîtres comme le font souvent le chroniqueur de Babnets, les lecteurs ne doivent pas tomber dans le panneau. En parler de cette façon, pousser les gens à haïr aussi bien l’entourage du président qu’un pays ami. Vous vous rendez compte de ce que vous faites. Assez de blabla et de manipulation. Passons à des choses beaucoup plus sérieuses et voyons comment sortir de la crise du
pouvoir dans laquelle le pays se trouve et en paie l’addition. Soyons la voix de la sagesse et œuvrons pour un dialogue constructif entre les trois présidents. Nous avons besoin d’une paix sociale et de l’aide de tous nos amis

Oceanus  ()  |Vendredi 5 Mars 2021 à 09:47           
La cause de la honte ce n est pas les emirats mais les sois disons politiciens tunisiens depuis 10 ans et partout dans le monde on se moque de la tunisie et on le merite on ne fait que parler et trahir le pays

Sarramba  ()  |Jeudi 4 Mars 2021 à 17:01           
حسبنا الله و نعم الوكيل

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 4 Mars 2021 à 16:57           
من اعتز بغير الله ذل
اما من يعتز بالله فلا يذل ولا يشقى
ولا تؤثر فيه الاراجيف والترهات

Amir1  ()  |Jeudi 4 Mars 2021 à 16:13           
أضف لذلك إعلام مرتزق لقيط بيوع وبدون كرامة


babnet
All Radio in One    
*.*.*