كرنفالات الباجي.. على انقاض الموتى

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/sayyedlasyedddx1.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

استفاق الجميع الصباح على هول الفاجعة في سوسة.. بانهيار عمارة على متساكنيها بطوابقها الثلاثة.. والثابت حسب مراسلات على عين المكان وتاكيدات مختلفة ان طفلة صغيرة (سارة 9 سنوات) وطفل اخر (يوسف 5 سنوا) فارقا الحياة.. ولازال تحت الانقاض بعض المواطنين لا خبر دقيق عنهم لحد اللحظة..

...

وطبعا الزيارة المشؤومة على سوسة التي اغرقت الوالي والمجلس البلدي في الكرنافالات.. انستهم مراقبة الاشغال غير القانونية ومراقبة البنايات المتداعية للسقوط.. اذ ثبت انه بجانب العمارة التي سقطت حفريات منذ قرابة الثلاثة اشهر.. ما زاد في تسريع انهيار العمارة المتداعية للسقوط..

زيارة اثبتت اولوية الشخص على الشعب واولوية المديح على حياة الناس.. واثبتت ان المسؤول لا يهمه سوى التزلف وان ذلك هو الطريق للبقاء والتابيد وحصد الامتيازات.. مسؤولين لا يتميزون الا في خدمة اسيادهم يتسببون في مقتل الناس.. هم مجرمون سياسيا وجزائيا ووجب ماخذتهم ومحاكمتهم.. وقبل ذلك وجب عزلهم وايقافهم الفوري عن العمل..

ولكننا الى حد اللحظة لم نسمع بقرارات فورية حازمة.. سوى "فتح تحقيق" مثل سابقيه سيرمى في المهملات.. او سيبحث عن "كبش فداء" من ضعفاء المنظومة لالقاء المسؤولية عليه وطمس معالم الجريمة.. وكالعادة المعلومات الرسمية شحيحة ومتضاربة ولا شفافية.. في الوقت الذي كان من المفروض ان تقام نقطة اعلام مستمرة بين وزارات الصحة والداخلية والنيابة العمومية.. من اجل توضيح الامور وتقديم المعلومة حول هذه الفاجعة الكبرى..

نزوات السبسي دفعته الى اقامة كرنفالات واسعة.. استعمل فيها كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة.. وكما اشرنا في مقال البارحة عطّل فيها الادارة المعطّلة اصلا .. وغرق المسؤولين في تنظيم الزيارة وانجاحها لنيل رضا "سيد الاسياد".. عرضت حياة الابرياء للموت بالتهاون في المراقبة واتخاذ القرار والتنفيذ الناجع..

وان كان القدر المحتوم حضر في هذه الفاجعة.. فانه لا شك أن معاينة البنايات الايلة للسقوط.. وفرض بناء المساحات المحفورة بسرعة.. وحماية حياة المواطنين داخل المدن كما داخل الارياف.. من صميم وظائف المعتمد والوالي ورئيس البلدية ومسؤولي التجهيز.. الامر الذي لم يتم القيام به.. والتقصير واضح والمسؤولية لا جدال فيها.. والمسؤولية مشتركة مع رئيس لم يهمه سوى نشوته ونرجسيته المتورمة.. فبنى كرنفالاته على انقاض الموتى الابرياء!!

(*) قانوني وناشط حقوقي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 148693

Lazaro  (Tunisia)  |Jeudi 5 Octobre 2017 à 13:07           
باللاهي احترموا الحدث الأليم .

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 5 Octobre 2017 à 11:34           
حسبنا الله و نعم الوكيل...

هذه حقا حكومة عار : أين البلدية؟ أين الوالي؟ أين الوزير؟... جاؤوا ليمثلوا على الإعلام دور المتعاطف!!!! اغربوا حالا و لو كنتم في دولة نزيهة لكان مكانكم السجن.

ستظل أرواح الضحايا تلعنكم و تلعن تهاونكم و تجارتكم بدمائهم و تهافتكم على المومياء في زيارته المشؤومة إلى يوم الدين.

Tfouhrcd  (Finland)  |Jeudi 5 Octobre 2017 à 11:28           

هذا الرئيس البائس ما اهتم يوما بمهموم المواطنين ليحلها.
همه الوحيد الهيبة و التصفيق و التغريد و الهم على راسو

Mandhouj  (France)  |Jeudi 5 Octobre 2017 à 10:59           
من يحكم تونس اليوم ؟ العائلة و المافيا ... النداء بين بكل وضوح أنه هو التجمع .. ما حدث في سوسة أمس ، ليس مؤشر ، لكن حقيقة ..

الثورة مستمرة، ذلك هو الطريق الصحيح .. أو أن تونس ستذهب من جديد في حمام دم ... هذا ما يريده البجبوج .. دجن المؤسسات العمومية ، فخرجت تصفق له .. همش عمل الهيئات الدستورية .. عطل مسار إستكمال الدستور .. قانون المصالحة الإدارية خير دليل على رجوع كلاب التجمع لحشد الناس ، خاصة الطفولة البريئة و اخراجها من المدارس ... نحن اليوم أمام واقع ديكتاتوري ، لسنا أمام مؤشرات .. التوريث على قدم وساق .

إرحل قبل أن تهرب


babnet
All Radio in One    
*.*.*