من بيكين الى مدنين : رحلة الضمير

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/docteur_chine_a_tunis3.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابه سالم

عندما تكون بيكين أقرب الى مدنين من تونس العاصمة و سلطة المخزن فنحن امام مفارقة عجيبة و فضيحة معيبة . مدنين تابعة للجمهورية التونسية لكن دولتنا لا تعترف بحقها في طب الاختصاص مثل غيرها من مناطق الداخل المهمشة و المعطبة . لقد قال احد أقارب الشهيد مبروك السلطاني ذات يوم أنهم لا ينتمون الى الدولة التونسية الا من خلال بطاقة التعريف او فاتورة الكهرباء و الباقي لاشيء ، و مع ذلك مازالت سياسة " الحقرة " مستمرة و مازال كثيرون من منتسبي القرار و مراكز النفوذ و مراكز القوى و لوبيات المال لم يستوعبوا جيدا دروس ثورة 17 ديسمبر المجيدة عندما تواروا و لبسوا السفساري خوفا من غضب الفقراء و عموم الشعب .
نحن امام دولة لا تحترم مواطنيها ، و امام نقابات و لوبيات القطاع التي رفضت مقترح وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي بالعمل الدوري لأطباء الاختصاص في المناطق الداخلية ، رفضه الأطباء لاعتبارات مادية لاوطنية رغم ان قسم الطبيب يرفض ذلك السلوك وهم يرددون و يا للعار "نموتوا نموتوا و يحيا الوطن " ، و رفضته الاحزاب و النقابات لسبب يشكل فضيحة اخلاقية و سياسية و يدل على عفن التفكير السياسي وهو ان صاحب المقترح ينتمي الى حركة النهضة . اما مصيبة المصائب فهي ان وزيرة الصحة الحالية سميرة مرعي فريعة قد شاركت في اعتصام العار لاسقاط ذلك القانون لانه سيكون في خدمة الشعب و اليوم تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه و تضرب كفا بكف ندما على مراهقتها السياسية قبل 3 سنوات .
...


توفيت نساء كثيرات في قبلي و غيرها بسبب الولادة و غياب اطباء الاختصاص و لا احد تحرك ، لقد جاء الفرج من بيكين ،، نعم ، لقد قطع الاطباء الصينيون آلاف الكيلومترات من بيكين الى مدنين ليتسلم الفريق الطبي الصيني مهامه في المستشفى الجهوي ، فهناك لهم" اطباء بلا حدود و نحن لدينا اطباء بلا ضمير" كما علق الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي .. نعم ، بعد ستون عاما من الاستقلال نستورد الاطباء من الصين و الدولة تنفق المليارات على كليات الطب و تكون طلبتها من اموال المجموعة الوطنية ليرفضوا العمل ببلدهم ،، يعمل المعلم و الاستاذ و الجندي و الأمني في كل تراب الجمهورية ووسط ظروف قاسية احيانا الا هؤلاء الأطباء التجار فإنهم يجدون من يدافع عن مواقفهم اللاوطنية .

من رفضوا قانون 2013 و ارعدوا و أزبدوا من الوزيرة الحالية الى النقابات و لوبيات الطب و الاحزاب لم ينتظروا ان يصلوا الى السلطة و لا ان تحل الكوارث بالجهات الداخلية التي قد تقلب الطاولة على رؤوسهم و لا حلول ابناء ماوتسي تونغ الذين كشفوا لصوصيتهم و كذبهم بترديد " نموتوا نموتوا و يحيا الوطن" .
الشعوب العظيمة هي التي تنبي اوطانها و تصنع تقدمها ، أما الانتهازيون و الذين ينظرون الى بلدانهم كغنيمة فإن الانحطاط يليق بهم .
كاتب و محلل سياسي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 133448

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 6 Novembre 2016 à 18:29           
لا فائدة من التحسر على الماضي ولا خير يرجى من لوبيات طب الاختصاص فهم 'نخبة' يحكمون بما يشتهون
وهناك حل جذري بسيط وسهل
الترفيع في عدد الطلبة الموجهين للطب بصفة عامة وطب الاختصاص بصفة خاصة
وفتح كليات جديدة للطب (كلية الطب بمدنين وفرت لها التمويلات وخصصت لها الارض منذ سنوات ولكنها لم تر النور)
وأفضل مائة مرة أن نستقدم أساتذة طب يكونون أبناءنا على أن نستقدم أطباء يعالجون مرضانا

Balkees  (United Arab Emirates)  |Dimanche 6 Novembre 2016 à 11:26 | Par           
ساعة الصين بكلها مغشوشة ، و لا ادري لم جلبو من الصين و ليس الهند مثلا !!! بدل هذه المهزلة لم لا يفعلوا قانون الطبيب الزائر .. اي ان اي طبيب تونسي يعمل بطب الاختصاص في المدن الكبرى يجب ان يودي زيارة بيومين في الشهر لأحد مستشفيات مدن الضل .. و هكذا ستعمر المستشفيات الداخلية بأطباء محليين من الطراز العالي !!!! المسالة يجب ان تكون اجبارية و يقابلها بعض الحوافز كالإعفاءات من الضرايب و ..و !! تونس انفقت عليهم الكثير و وفرت لهم دراسة بالمجان .. و يجب عليهم ان يردو الجميل !!! لو طبقت هذه الفكرة سنرى حركيّة اقتصادية جديدة !! و قد تنشط السياحة الطبية داخل المدن الداخلية !!!

Sami Jarrar  (Tunisia)  |Dimanche 6 Novembre 2016 à 10:32           
Honte a ces médecins tunisiens qui refusent de travailler à l'intérieur de la Tunisie alors qu'ils ont pendant leurs longues études escroqué le contribuable tunisien qui finance l'obtention de leurs diplômes. Ces médecins sont toujours là pour trouver des boucs émissaires sur lesquels ils veulent coller leurs fautes médicales qui se multiplient de jour en jour. Heureusement qu'il y a des chinois pour s'occuper des patients tunisiens de la
Tunisie profonde. Pourquoi ne pas encourager les Chinois à travailler dans les grandes villes pour que le tunisien échappé aux fautes médicales . Ça viendra sûrement!!!

Falfoul  (Tunisia)  |Dimanche 6 Novembre 2016 à 00:53           
هناك أزمة رجولة في تونس ... شعب ماشي و يصنع في الخرادق ... أرجعوا التجنيد الإجباري فورا

Langdevip  (France)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 22:23           
تحية للاطباء الشنوة و مرحبا بهم في ارض تونسية مدنين

و خزاء على الاطباء امتع الوسكي والملاهي إلي تكبروا على ابناء الوطن إلي قروا بفلوسهم و صبحوا

طبة باموال الدولة التونسية

والله عار عليهم و عار على دولة التبن والقش إلي هبطت السروال قدام كمشة ز ........

تحية وطنية لسي المكي والتاريخ لا يرحم


Amar Abou  (Tunisia)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 21:12           
الحقد والعمى الاديولوجي هو الذي يتحكم في تسيير البلاد وخاصة من هؤلاء العصاابة المجرمة المخربة المرتزقة الخونة والنببتة الخبيثة الجبهة الجهنمية احذروها أيها الجماهير انهم أعداء الشعب وما شعاراتها الا للابتزاز والمتاجرة

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 20:48           
السؤال -هل ولد الشعب هو بالفعل ولد الشعب ؟

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 20:45           
فضيحة الأطباء الصينيين حولت عبد اللطيف المكي لنجم النجوم وضميرا للوطن .وهو أمر له ما بعده .

KhNeji  (Tunisia)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 20:24           
أكبر فضيحة سيسجلها تاريخ تونس هو رفض جماعة الروز بالفاكية ومعهم الإتحاد المختطف مقترح وزير لا لشيء إلا لكونه نهضاوي!!! أتمنى أن نسمع تعليقا من الجبهة والإتحاد على قدوم ثمانيةاطباء صينيين إلى مدنين نعم إلى مدنين وليس إلى سوسة أوالمنستير يامدام مرعي بالمناسبة أقترح على جلول تدريس اللغة الصينية بولاية مدنين وذلك لتسهيل تواصل مع هؤولاء الأطباء وأخيرا أهلا وسهلا وشكرا لأشقائنا الوطنيين الصينيين والخزي والعارلأبنائنا الأنانيين

Kamelwww  (France)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 19:35           
لو كان أطباء تونس قرأوا مقامات الهمذاني، لأحبوا أي مكان يقيمون فيه للعمل... إذ يقول أبو الفتح الإسكندري في المقامات : " إسكندرية داري ، لو قر فيها قراري، لكن ليلي بنجد، وبالحجاز نهاري ".

Adnen Housseini  (Tunisia)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 19:29 | Par           
الطب مهنة إنسانية حولوها لبقرة حلوب تدر المال الوفير الله لا تباركلهم في اموالهم

SOMBOL  (Tunisia)  |Samedi 5 Novembre 2016 à 19:21           
على ذكر ماو تسي تونغ, فقد رسخ في أذهانهم هم الصينيون المقولة الشهيرة "لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد" ... لكن في تونس تعلمنا اصطياد السمك بما فيه الكفاية و بقينا نستورد السمك من ....... االصين !


babnet
All Radio in One    
*.*.*