من تونس إلى العالم: أيام قرطاج المسرحية تحتفي بالفن والحريات في افتتاح دورتها الخامسة والعشرين
افتتحت الدورة الخامسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية، مساء اليوم السبت بفضاء المسرح البلدي بالعاصمة، بحضور وزيرة الشؤون الثقاقية أمينة الصرارفي وعدد من رؤساء وممثلي بعثات ديبلوماسية معتمدين بتونس، إلى جانب ثلة من أهل المسرح والثقافة والإعلام من تونس ومن دول عربية وافريقية وأجنبية.
بعد أداء النشيد الوطني التونسي، اعتلت الممثلة سوسن معالج الركح، فقدمت موقفا مسرحيا مرتجلا، ثم اختار مدير الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية محمد منير العرقي أن تكون إطلالته ممسوحة، ألقى خلالها كلمته التي أكد فيها على أن هذه الدورة ليست مجرد مناسبة ثقافية بل هي احتفالية باليوبيل الفضي لهذا الحدث الذي بات من أعرق المهرجانات المسرحية في العالم العربي وإفريقيا.
بعد أداء النشيد الوطني التونسي، اعتلت الممثلة سوسن معالج الركح، فقدمت موقفا مسرحيا مرتجلا، ثم اختار مدير الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية محمد منير العرقي أن تكون إطلالته ممسوحة، ألقى خلالها كلمته التي أكد فيها على أن هذه الدورة ليست مجرد مناسبة ثقافية بل هي احتفالية باليوبيل الفضي لهذا الحدث الذي بات من أعرق المهرجانات المسرحية في العالم العربي وإفريقيا.
وأشار مدير الدورة إلى أن المهرجان يواصل مسيرته على الرغم من التحديات والصعوبات التي اعترضت بعض الوفود المشاركة، نتيجة مشكلات تتعلق بالتأشيرات والتنقل، معبّرا عن تضامنه مع الفنانين الذين لم يتمكنوا من الحضور. وأوضح أن دورة اليوبيل الفضي هذه تعتبر "هدية" لجميع المشاركين والجمهور، خاصة في ظل شعارها الذي يحمل عنوان "المسرح، الإبادة والمقاومة".
وأضاف أن المهرجان لا يقتصر على الاحتفال بالفن، بل هو أيضا دعوة للتضامن مع القضايا الإنسانية حيث يُعد المسرح بمثابة سلاح يساهم في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وفي هذا السياق استشهد العرقي بمقولة الكاتب المسرحي البرازيلي "أوفيستو بوال": "المسرح هو سلاح، وكل من يعمل في المسرح هو محارب من أجل حرية الإنسان".
وأكد مدير الدورة أن كافة الفعاليات التي ستتم خلال الأيام المقبلة من عروض مسرحية وندوات ونقاشات ستكون مرتكزة على دعم الحق في الحياة و في التعبير وفي التغيير. كما أكد على موقف المهرجان الثابت في دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، والدفاع عن حقوقها وأراضيها، قائلا إن هذه المناسبة تحمل في طياتها رسائل قوية عن التضامن مع القضايا الإنسانية.
واعتلى المغني الفلسطيني شادي زقطان الركح معانقا غيتاره، فغنى للإنسان وللحرية والعدالة الكونية. كما تم تكريم مجموعة عيون الكلام الموسيقية الملتزمة بقيادة خميس البحري.
وقدّمت مجموعة "بابا روني" لفنون السيرك عرضا مقتضبا بعنوان "أطفال من العالم" وتضمن مشاهد من الحياة في فترة السلام ثم طمستها الحرب، لينتهي هذا المشهد المسرحي بالفرح والسلام والحب.
وكرمت إدارة أيام قرطاج المسرحية عددا من الشخصيات الراحلة وهم عبد المجيد جمعة ومراد كروت والسعدي الزيداني وعبد الحق خمير وعبد العزيز بالقايد حسين ومحجوبة بن سعد ومحمد مورالي وكذلك الفنان الموسيقي الفقيد ياسر الجرادي. كما شمل التكريم عددا من الوجوه المسرحية والتلفزيونية وهم آمال بكوش ووجيهة الجندوبي ومقداد الصالحي ويحيى الفايدي وفاطمة البحري ومنير بن يوسف.
وتميّز حفل الافتتاح الذي أخرجه الفنان المسرحي غازي الزغباني بمجموعة من العناصر السينوغرافية التي ترمز إلى الطاقة والإيجابية والتفاؤل، حيث ارتبطت الألوان بالمرح والحياة والحماس والعاطفة والشغف والحب، وتزينت السينوغرافيا والديكور بالمعلقة الرسمية لهذه الدورة وهي حبلى بمقاصد بالتفكير والإبداع، وبلونها الأخضر الذي يرمز إلى الطبيعة والحياة والتجديد والنمو والأمل، واكتست المعلقة بالزهور بما هي رمز للجمال والأنوثة والخصوبة وهي رمز عالمي للفن والإبداع وتدل على الأجواء الاحتفالية والمرحة. أما الطائر الذي يرفرف فهو رمز إلى الحرية والإبداع والارتقاء.
وإثر عرض الافتتاح الرسمي في المسرح البلدي، كان لضيوف الدورة ولجمهور الفن الرابع موعد في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، مع عرض مسرحي من جمهورية الصين الشعبية حمل عنوان "عودة النجم"، من تصميم وإخراج ليمي بونيفاسيو. وهذا العرض يُعد الأول عالميا لهذا العمل المسرحي بعد أن تم تقديمه لأول مرة في الصين يوم 8 نوفمبر 2024.
وتعد دورة 2024 استثنائية على صعيد المشاركات الدولية، حيث سيكون لجمهور الفن الرابع موعد مع 125 عرضا من 32 بلدا من مختلف القارات. وتشمل العروض 12 عرضا في المسابقة الرسمية و35 عرضا في الأقسام الموازية، بالإضافة إلى 13 عرضا في قسم مسرح العالم، وعرضين في تعبيرات مسرحية في المهجر و10 عروض موجهة للطفل و4 عروض في مسرح الإدماج، إلى جانب 11 عرضا في مسرح الحرية الذي يخصص لنزلاء السجون.
وضمن فعاليات المهرجان، تنتظم ندوة دولية فكرية تحت عنوان "المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسيّ جديد"، وهي ندوة تهدف إلى مناقشة دور المسرح في مقاومة الحروب والظلم. كما تنتظم مائدة مستديرة بعنوان "مسرح الإدماج: التعبير والعلاج"، إلى جانب ورشات عمل عديدة في مختلف مجالات المسرح. ومن بين هذه الورشات "الممثل وقرينه" بإشراف الفاضل الجعايبي وورشة "كيف نكتب للحرب" بإشراف محمد قاسمي وورشة "فن الممثل" بإشراف تيم سابل وورشة "الميم والبانتومايم" بإشراف خالد بوزيد وورشة "الأداء كموضوع للمسرح" بإشراف إيغور فلاديميروفيتش ياتسكو وورشة "الموسيقى والجسد" بإشراف كريم الثليبي.
وضمن ركن "قراءات مسرحية"، سيتم تقديم قراءة لنصوص كاتب ياسين ومحمد قاسمي. كما سيتم تقديم كتابين مهمين في المجال المسرحي: "استقراءات ركحية" للكاتب أنور الشعافي و"الأعمال الكاملة: نصًا وإخراجًا" للكاتب حمادي المزّي. كما ينظم المهرجان معرضا وثائقيا للفنان الراحل علي بن عياد بإشراف محمد المي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 298022