صفاقس - "زوار الحضرة والنوبة .. ريحة الأجداد " - سفر في العالم الروحاني عبر عرض فني صوفي
وسط توضيب ركحي وتصميم كوريغرافي، يبعث إلى معانقة العالم الروحاني والإنعتاق من العالم المحسوس، قضى عشاق التعبيرات الفنية الصوفية المتمثلة في النوبة وتخميرة الحضرة الصفاقسية، في سهرة الجمعة، أحلى الأوقات وأمتعها مع عرض "زوار الحضرة والنوبة، ريحة الأجداد " لأحد أعلام هذا النمط الموسيقي في جهة صفاقس، الشيخ مرشد بوليلة، وذلك ضمن إحدى سهرات الدورة 44 لمهرجان صفاقس الدولي.
وعلى مدى نحو ساعتين من الزمن، حلق الشيخ مرشد بوليلة رفقة مجموعته المتكونة من أكثر من 30 عنصرا، من منشدين وعازفين وموسيقيين وراقصين، بجمهور مهرجان صفاقس الدولي الذي سجل حضوره بعدد محترم، في نسائم النشوة الروحانية، من خلال تقديم لوحات فنية صوفية وروحانية إستعراضية مستوحاة من الموروث الثقافي التونسي الأصيل، والنوبات "الصفاقسية"، التي كانت تقام خلال زيارات الزوايا ومقامات الأولياء الصالحين بولاية صفاقس.
وعلى مدى نحو ساعتين من الزمن، حلق الشيخ مرشد بوليلة رفقة مجموعته المتكونة من أكثر من 30 عنصرا، من منشدين وعازفين وموسيقيين وراقصين، بجمهور مهرجان صفاقس الدولي الذي سجل حضوره بعدد محترم، في نسائم النشوة الروحانية، من خلال تقديم لوحات فنية صوفية وروحانية إستعراضية مستوحاة من الموروث الثقافي التونسي الأصيل، والنوبات "الصفاقسية"، التي كانت تقام خلال زيارات الزوايا ومقامات الأولياء الصالحين بولاية صفاقس.
هذه اللوحات الفنية الإستعراضية الصوفية والروحانية، التي كانت على إيقاع الآلات الموسيقية المستفزة للإحساس، والمحرضة للجسد على الرقص والتحرر من العالم المحسوس، على غرار الزكرة، والبندير والدربوكة، والكورنيت، والبيانو، والقنيطرة ... وغيرها، تفاعل معها الجمهور، ورقص على إيقاعاتها منذ بداية العرض حتى نهايته.
رحلة النشوة الروحانية، التي أمنها الشيخ مرشد بوليلة من خلال عرض "زوار الحضرة والنوبة، ريحة الأجداد"، والتي تميزت
بإخراج ركحي متناغم مع روح الفن الصوفي، وأزياء تقليدية أصيلة خاصة بالطرق الصوفية بجهة صفاقس،
والجمالية والأصالة، فضلا عن إعتماد تقنيات حديثة في الإضاءة والصوت لإضفاء لمسة معاصرة مما خلق تجربة غنية وممتعة للجمهور، إنطلقت بالمدائح وآيات من ذكر الله الحكيم، ووسط أنوار الشموع، و"السناجق، والبخور الذي عبقت رائحته في كل أرجاء مسرح الهواء الطلق سيدي منصور، والزغاريد التي تعالت أصواتها من هنا وهناك، مما خلق حالة من النشوة الروحانية لدى الجمهور الحاضر وتحرر الذات من العالم المحسوس.
وقد أطرب نجم الحضرة والنوبة الصفاقسية، مرشد بوليلة، رفقة فرقته الجمهور الحاضر من مختلف الأجناس والأعمار بدرر فنية روحانية صوفية، والنوبات الصفاقسية، كان أبرزها نوبات "عقلي شاش"، و"سيدي بوعلي"، و"بو عكازين "، و"سيدي عامر"، و" كراي وعالم"، وهات السوداد"، و"سيدي منصور"، ... وغيرها التي إستفزت الأحاسيس وحفزت الأجساد على الرقص.
ولم يبخل الشيخ مرشد بوليلة رفقة فرقته بإمتاع جمهور صفاقس بلوحة فنية قدم من خلالها جلوة العروسة الصفاقسية .
كما لم يكتف عرض زوار الحضرة والنوبة بقيادة مرشد بوليلة
بتقديم توليفة من نوبات الحضرة الصفاقسية، بل أمتع الجمهور الحاضر، بمختارات من نوبات الحضرة التونسية على غرار "نغارة" المستوحاة من التراث الموسيقي لبنزرت، و"أم الزين الجمالية"، إلى جانب لوحات استعراضية مستوحاة من الفولكلور التونسي..
جمهور صفاقس كان أيضا، على موعد مع الفنان، فتحي بن علي، الذي قدم كوكتال من الفن التونسي الأصيل مثل "ما أقواني يا نور عيني" للشيخ العفريت، و"يا قادم لينا " للفنان محمد الجموسي، و" آمان يا للي"، و"عشيري الأول ".
وقد أعرب عدد من الجمهور الحاضر في تصريحات متطابقة لـ /وات/ عن "مشاعر الإنتشاء، والإنتماء والعودة إلى جذورهم، التي يشعرون بها عند حضور ومتابعة عرض الحضرة "الصفاقسية"، وفق تقديرهم.
وفي لقاء إعلامي جمعه بممثلي وسائل الإعلام، إثر نهاية العرض، أعرب مرشد بوليلة، عن سعادته بالحضور الجماهيري المحترم العدد، الذي حظي به عرض "زوار الحضرة والنوبة ... ريحة الأجداد"، مشيرا إلى أنه يسعى من خلاله إلى تثمين الفن الصوفي، والعناية بالمخزون الثقافي في جهة صفاقس، من خلال إحياء عديد النوبات التي كانت تقام عند زيارة الزوايا ومقامات الأولياء الصالحين بجهة صفاقس، والتي يزخر بها أرشيف إذاعة صفاقس، ولم يتم الكشف عن أسرارها بعد، والعمل على التعريف بها إنشادا ولحنا وطبوعا برؤية جديدة معاصرة، مع المحافظة على البعد الفني الروحاني للحضرة التي عرفت وطبعت بها جهة صفاقس، وذلك خلافا للولايات الأخرى من الجمهورية
وأكد على أنه سيعمل مستقبلا على تطوير عرض "زوار الحضرة والنوبة"، وذلك من أجل كسب الرهان والمحافظة على هذا النمط الفني الصوفي الروحاني الكامن في وجداننا من الإندثار.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 292602