في مصيف الكتاب بالمنستير : تقديم رواية "المنسي في الحكاية" لريحان بوزقندة
كان لأحباء الكتاب يوم أمس موعد مع رواية "المنسي في الحكاية" للكاتبة ريحان بوزقندة المتحصلة على جائزة البشير خريف للرواية خلال الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب 2024 .
وتولت تقديم الكتاب بفضاء معلم دار الشرع بالمنستير، الكاتبة السورية إحسان المارديني وذلك في إطار مصيف الكتاب الذي تنظمه المكتبة الجهوية بالمنستير من 17 إلى 26 جويلية الحالي.
وتولت تقديم الكتاب بفضاء معلم دار الشرع بالمنستير، الكاتبة السورية إحسان المارديني وذلك في إطار مصيف الكتاب الذي تنظمه المكتبة الجهوية بالمنستير من 17 إلى 26 جويلية الحالي.
وصدرت الطبعة الثانية لرواية "المنسي في الحكاية" عن منشورات ابن عربي سنة 2024 ووردت في 181 صفحة، بعد أن كانت الطبعة الأولى صدرت عن دار أوتار للنشر.
وريحان بوزقندة من مواليد 7 جوان 1983 وهي أستاذة عربية متحصلة على الدكتوراه في الحضارة العربية. وفي تقديمها لكتابات هذه الروائية، بينت إحسان المارديني أن أسلوبها يتميز "بالقفز" وفق توصيفها، مضيفة "وعلى القارئ امتلاك القدرة على اللحاق بها" وأشارت إلى أن ريحان بوزقندة عرجت بلغة أنيقة على الكثير من النقاط منها السياسي والوجداني بعمق كبير "وراوحت ما بين الأمس واليوم وفي كل لحظة تقول ها نحن سنتذكر فنجد أنفسنا نسقط في بئر النسيان مجددا".
وذكرت في هذه الرواية العديد من الأسماء الروائية والروايات الكبيرة وهي جديرة بما بلغته وفق تقييم المارديني.
واعتبر الأستاذ الجامعي حمادي الحلاوي أنّ رواية "المنسي في الحكاية" على صغر حجمها فهي مختلفة وذات بعد تجريبي اعتمدت فيه الروائية تنويعا خاصة في البنية الحكائية التي لم تكن قائمة على خرافة وعلى بنية عادية، بل انطلقت من شأن مهم وهو مطالعة الكتب ومن كتاب فرنسي هامشي لتنسج حكاية تتمثل في المنسي في الحكاية وهذا الرسام الذي وضع رسوما في كتاب "جزيرة الكنز" ولم ينل شأنه.
وقد انتبهت الروائية إلى ذلك وأصبحت تبحث في توثيق لهذا الرسام المنسي ولكن له قيمة. واستطاعت أن تقدم محمولا مهما جدّا وهو الانتباه إلى الشخصيات التي تبدو هامشية أو ثانوية وتسقطها الذاكرة رغم أنّ لها دورا كبيرا.
ومن هذا المنطلق اعتبر الحلاوي أن رواية "المنسي في الحكاية" تعد منبها إلى مسألة الذاكرة المثقوبة التي تسقط ما شاءت وما تشاء من المعطيات التاريخية وخاصة من الشخصيات حسب اعتبارات عديدة وتبقي مسألة الذاكرة الحيّة هي أهم بعد في هذه الرواية إلى جانب البنية الحكائية الطريفة التي وظفت فيها عديد العناصر من سيرتها الذاتية كمثقفة وأستاذة وكاتبة واعتمدت التخييل ونوعت في الخطاب حسب المصدر ذاته.
وكانت "الكوكب المعكوس" أوّل قصة كتبتها ريحان بوزقندة وهي في سن الثالثة عشر بفضل تشجيع والدها المرحوم عمر بوزقندة (المهندس المعماري بالمعهد الوطني للتراث ومحافظ متحف الرباط سابقا) على المطالعة فكانت وهي طفلة تلتهم الكتب التهاما، في المطالعة، وأصبحت وهي شابة من رواد النادي الأدبي الهادي النعمان بالمركب الثقافي بالمنستير في الفترة التي كان ينشطه المرحوم الأديب محمّد البدوي..
وعندما كانت كعادتها ترتاد أماكن بيع الكتب القديمة في العاصمة عثرت ريحان بوزقندة في أحد الأيام على كتاب "جزيرة الكنز" في طبعة نادرة لسنة 1944 غيّر حياتها 180 درجة وفق تعبيرها قائلة إنها لأوّل مرّة كان لديها رغبة في تملك كتاب وعدم إهدائه كعادتها. ولفت انتباهها في"جزيرة الكنز" اسم الرسام جون جاك مونيه الذي رسم صور القصة واكتشفت أنّه رسام مغمور على غرار العديد من الرسامين الذين سبق وزاروا تونس في عقود سابقة ورسموها. وشدها الكتاب إليه ودفعها نحو كتابة حياته. وكان عالمها كأستاذة في معهد بورقيبة النموذجي مصدرا لإلهامها.
وتدور أحداث الرواية خلال 12 يوما ويحمل كل فصل عنوان كتاب قرأته الروائية فتأخذ القارئ في مغامرة في عوالم تلك الكتب..
تقول ريحان بوزقندة في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إنّها اختارت أسلوبا سلسلا فيه سخرية ولغة بسيطة وسردا ممتعا في محاولة لشد القارئ وخلق متعة القراءة لديه من ذلك أنّ الكاتبة في الرواية تحكي فيسخر منها الراوي في الهامش ويخاطب القارئ.
ونحتت ريحان صورة مرحة لأستاذة التاريخ الشغوفة بمطالعة الكتب وجعلتها تعيش في عالم من اللعنات يأخذها في المغامرة نحو كتابة مؤلفها الأوّل ليمكنها التحرر من اللعنة. وتكشف الروائية أنّها هي الأخرى أحست أنّها تحررت عندما كتبت روايتها الأولى "المنسي في الكتابة" وتحررت منها عندما نشرتها.
وفي حديثها عن تتويج هذا العمل الأدبي بجائزة معرض تونس الدولي للكتاب بينت أن ذلك الحدث جعلها تشعر وكأنها "اكتسبت أجنجة ستحلق بها بعيدا نحو عوالم أخرى جديدة". وها هي ريحان بوزقندة تستعد لنشر نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر المقبل كتابها الثاني بعنوان "رسائل إلى أبي" وهي مجموعة من الرسائل كتبتها على امتداد خمس سنوات إلى والدها بعد وفاته في حادث مرور.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 291362