وردّد المتظاهرون الذين انطلقوا من أمام قوس باب الخضراء بالعاصمة وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة أمام تمثال ابن خلدون شعارات تدعم المقاومة على غرار "غزّة غزّة رمز العزّة" و"لا صلح لا اعتراف لا تفاوض" وشعارات أخرى مناهضة للدّولة الفرنسية ولرئيسها وتطالب بطرد السفير وغلق السفارة ، معتبرين أنها بدعمها للكيان الصهيوني تواصل "سياساتها الاستعماريّة".

وقد ضمّت المسيرة إلى جانب عدد كبير من الشباب والمراهقين، وجوها سياسية ونقابيّة معروفة، حاولت تأطير الجماهير والشعارات.

وقال سمير الشّفي الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل، في تصريح للصّحفيين، "مهما بدت نتيجة المقاومة قاسية ومفجعة غير أنه لا بديل عنها لنصون الأرض والحرية والكرامة والمستقبل لأمّتنا العربيّة، مشيرا إلى أنّ كل شعوب العالم العربيّة منها والغربيّة انتفضت نصرة لفلسطين وغزّة"
واضاف الشفي أن ورقة التوت سقطت عن النّظم الغربيّة التي لطالما تشدّقت بحقوق الإنسان وقيم الانسانية والدّيمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كما سقطت ورقة التوت عن الأنظمة العربيّة المطبّعة التي انخرطت دون خجل من شعوبها في التعامل مع "هذا الكيان اللّقيط".

وتابع قائلا "إنّ المطالب اليوم هي عقد قمّة عربيّة عاجلة واتخاذ إجراءات فوريّة لعلّ من أبرزها استعمال سلاح النّفط وتفعيل مبدأ الدّفاع المشترك"، مؤكّدا أنّ الجماهير العربيّة تطالب بوقف قطار التطبيع الذّي ما فتئ يزحف على كلّ الشعوب العربيّة، وداعيا كلّ جماهير الأمّة العربيّة للانتفاض من أجل إسناد المقاومة في هذا الرّبع ساعة الأخير من الملاحم البطوليّة التي يواجهها شعب غزّة والفلسطينيين كلّ يوم.

من جهته قال زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب، "نحن الآن بصدد إعداد قافلة مغاربيّة للذّهاب إلى غزّة والأمور تقدّمت بشكل كبير، وهذا أقلّ ما يمكن أن نفعله لشعب الجبّارين".

واعتبر المغزواي أنّ الحكّام العرب في غيبوبة كبيرة وهم "خونة وعملاء" وفق تعبيره ، حيث أنّ شعب غزّة يباد وستّة من الدّول العربيّة المطبّعة مع الكيان الصّهيوني لم تهدّد حتّى بمجرّد طرد السّفير ، مؤكّدا أنّ الكلمة اليوم للشعوب العربيّة وشعوب العالم الحرّة التي تتظاهر وتعزل هذا العدّو الصّهيوني.

من جهته اكد القيادي بحركة البعث، صهيب المزريقي، أنّ فلسطين تسطر اليوم ملحمة أسطورية بطولية على الميدان والواقع الفلسطيني وتعيد تشكيل إنسانية جديدة لمسناها في الشعوب الغربية التي تشكل لها وعي إنساني جديد مناصر للحق الفلسطيني، مضيفا أنّ الشعب التونسي اليوم خرج ليعبر على دعمه ومساندته لفلسطين وشعبها ضد الإبادة الجماعية ويذكّر أبناء الشعب الفلسطيني انهم ليسو وحدهم و"أننا ننتصر لهم دوما و أبدا".

وكانت مجموعة من المنظمات والجمعيات والأحزاب الوطنية قد أعلنت يوم 9 أكتوبر 2023 عن تشكيل «اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين» إثر اجتماع دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل بمقر الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي وذلك دعما لملحمة طوفان الأقصى البطولية التي تقودها المقاومة الفلسطينية بكلّ فصائلها من أجل تحرير الأراضي المغتصبة واسترداد الحقوق المسلوبة.

وتتكوّن هذه اللّجنة من 12 منظّمة على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك 12 حزبا .