افتتاح تونسي واختتام مصري

ويحتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان، يحييه الفنان محمد علي كمون يحمل عنوان "عطور عربية". وتختتم التظاهرة بحفل موسيقي يحييه الفنان المصري تامر حسني.
ويشارك 80 عارضا من القارّات الخمس في معرض "الأسبو" للإذاعة والتلفزيون، وهم يمثّلون المحطات التلفزيونية الإذاعية وشركات الإنتاج والتوزيع والمؤسسات العالمية المصنّعة للمعدات التقنية والتكنولوجية المتطورة. ويتوزّع العارضون على 100 جناح تمّ تركيزها في البهو الرئيسي لمدينة الثقافة، من بينها جناح خاص بوكالة تونس إفريقيا للأنباء. وسيمكّن المعرض، ضيوف المهرجان وروّاده من الاطلاع على أحدث الابتكارات التقنية والتكنولوجية في مجال الإعلام.
وأعدّ المنظمون مجموعة من الندوات المهنية والبرامجية والهندسية، تهتمّ أساسا بمحاور "الإعلام السياحي" و"الدراما العربية في العصر الرقمي" و"الذكاء الاصطناعي وأدواته في إنتاج المحتوى" و"الأفلام الوثائقية: تحديّات الإنتاج والفرص المتاحة" وكذلك "التعليق الرياضي في الوطن العربي".

ويحلّ بتونس ضيوف شرف المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، وهم الممثلة المصرية شيرين والمخرج اللبناني جورج خباز والممثلة الإماراتية فاطمة الحوسني والمخرج الليبي حسن قرفال والمخرجة والمغربية سناء عكرود، إلى جانب الممثليْن السورييْن ميلاد يوسف وروعة السعدي ويأتي حضورهما تكريما لسوريا بمناسبة عودتها إلى حضن الجامعة العربية، بحسب ما أفاد عبد الرحيم سليمان المدير العام للـ "آسبو".
ومن تونس، تكرّم الدورة الثالثة والعشرون للمهرجان الأستاذ عبد العزيز قاسم، المدير العام الأسبق لمؤسسة الإذاعة والتلفزة (سابقا)، والممثل والمخرج التونسي المنصف البلدي، ورئيسة الإذاعة المصرية سابقا إيناس جوهر وهاني فرّاج الرئيس الأسبق للجنة الإدارية المالية والقانونية للاتحاد والمخرجة التلفزيونية والسينمائية إيناس يعقوب من البحرين، والفنان تقيّ الدين صوبيرا من جزر القمر.


مشاريع جديدة في الأفق

وتحدّث عبد الرحيم سليمان عن مشروع بناء مركز أعمال اتحاد إذاعات الدول العربية "أسبو لينك سنتر" وهو مشروع وصفه بالمتطور سيقام على مساحة تقدّر بحوالي 33 ألف متر مربع. ويتكوّن المبنى الذي يحتوي على 15 طابقا، من مكاتب وقاعات عروض وفضاءات ترفيه ومطاعم وغرف إقامة وفضاءات لتنظيم الندوات والمعارض والمؤتمرات.
وأكد سليمان أن الاتحاد سينجز مشاريع استثمارية أخرى في تونس خلال السنوات الخمس القادمة يفوق إجمالها 200 مليون دينار.
وسجّلت الندوة الصحفية حضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي والمكلفة بتسيير مؤسسة التلفزة التونسية عواطف الدالي والرئيسة المديرة العامة لمؤسسة الإذاعة التونسية هندة بن علية الغريبي والمدير المركزي للترويج بوزارة السياحة والصناعات التقليدية لطفي ماني.
وتحدّثت وزيرة الشؤون الثقافية، في كلمتها، عن تنظيم هذا المهرجان العريق بالشراكة والتعاون للمرّة الأولى منذ تأسيسه سنة 1981 مع وزارة الشؤون الثقافية فضلا عن مؤسستي الإذاعة والتلفزة الوطنيتين والمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية.

وقالت إن "هذه الشراكة تعكس استعداد وزارة الشؤون الثقافية لتتواصل وتتطور دعما لهذا المنجز الإعلامي العربي الذي هو منجز ثقافي بامتياز". وثمنت اختيار المنظمين "الفنون والثقافة تجمعنا" شعارا لهذه الدورة الثالثة والعشرين، مبيّنة أن لهذا الشعار " دلالة بالغة لعمقه الثقافي الفني وتنافذ مجالي الفن والاعلام في اتصال وثيق لا ينفصل".
 
كما ثمّنت حياة قطاط القرمازي تنظيم لقاءات فكرية ومعارض علمية مواكبة لآخر المستجدات في المجال السمعي البصري، معتبرة أن هذه الأنشطة تعدّ مجالا خصبا لتطارح الرؤى و تبادل الخبرات والاطلاع على مختلف التجارب في الوطن العربي.

من جانبه ألقى ممثل وزارة السياحة والصناعات التقليدية لطفي ماني كلمة قدّم خلالها محتوى الندوة التي تهم السياحة والتي ستختتم بتنظيم جولات سياحية وترفيهية لفائدة حوالي 100 إعلامي عربي ستشمل الموقع الأثري بقرطاج ومدينة سيدي بوسعيد والمدينة العتيقة بالعاصمة ومدينة زغوان.

ولاحظ لطفي ماني أن علاقة السياحة بالإعلام علاقة عضوية، مؤكدا على دور الإعلام في الترويج للسياحة واستقطاب ملايين من السياح من مختلف بقاع العالم. واعتبر أن الإعلام والسياحة هما حقلان من حقول الخدمات التي تتكامل مع بعضها البعض لتقديم خدمة راقية للإنسانية ترتبط فيها أمانة نقل الصورة التي يقوم بها الإعلام مع محتوى متنوع من المنتوجات السياحية لا ينفصل فيها الجانب الحضاري والتاريخي.
وأفاد أن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون يعتبر محطة مهمّة لتأسيس شراكة متينة ومتواصلة بين اتحاد إذاعات الدول العربية وبين وزارة السياحة التونسية وتأسيس مرحلة من التعاون المثمر و البناء.

وعبّرت المكلفة بتسيير مؤسسة التلفزة التونسية عواطف الدالي عن سعادتها بعودة هذا المهرجان لتونس، مثمّنة ما تضمّنته هذه الدورة من إنتاجات وبرامج متنوعة.

أما الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة الإذاعة التونسية هندة بن عليّة الغريبي، فقد أبرزت في مداخلتها دور الإذاعة التونسية كشريك استراتيجي مؤسس للمهرجان وناقل للفعاليات عبر البث المباشر وعبر تنظيم برمجة خاصة بفعاليات المهرجان.

وجدير بالتذكير أن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تأسس في دولة المقر تونس سنة 1981. وأصبح موعدا سنويا منذ سنة 2015.