تحديد مسار حنايا رومانية أرضية في سكرة كانت تزود قرطاج بالمياه إلى جانب حنايا زغوان
كشفت الباحثة بالمعهد الوطني للتراث والمختصة في المنشآت والأنظمة المائية في الفترة الرومانية، منية عديلي أنه تم تحديد مسار حنايا رومانية أرضية، كانت تزود قرطاج الرومانية بالماء المتأتي من سهول سكرة، وتثبت أن الحنايا الرومانية الممتدة على طول 132كم من زغوان إلى قرطاج لم تكن المزود الوحيد للمدينة.
وأضافت خلال مداخلة قدمتها في ملتقى بحثي نظمه مؤخرا مخبر الجهات والموارد التراثية بالبلاد التونسية بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة، حول "الجغرافيا التاريخية لإفريقيا القديمة "، أن النظام المائي الذي تم تحديده والذي يمتد على طول حوالي 10 كلم لا يقل قيمة أثرية أو هندسية عن حنايا زغوان- قرطاج.
وأضافت خلال مداخلة قدمتها في ملتقى بحثي نظمه مؤخرا مخبر الجهات والموارد التراثية بالبلاد التونسية بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة، حول "الجغرافيا التاريخية لإفريقيا القديمة "، أن النظام المائي الذي تم تحديده والذي يمتد على طول حوالي 10 كلم لا يقل قيمة أثرية أو هندسية عن حنايا زغوان- قرطاج.
وأوضحت في تصريح لوات، أنه على إثر تدقيقها في عدد من الأعمال العلمية الراجعة لبدايات القرن 20، تفطنت لوجود حنايا مياه اثرية جزء منها يمر تحت الأرض على عمق يزيد عن 6 أمتار، وهي معلم مرتب بتاريخ 6 جانفي 1901، ولوجودها تحت الارض لم يكن مسارها معروفا، وقلت الكتابة عنها إلى أن دخلت طي النسيان وأصبحت غير معروفة حتى لأهل الاختصاص.
وبينت أن ما ساعدها على تحديد المسار هو ما ظل مكشوفا من فتحات الحنايا التي تعلو القبو والتي تعتمد للتهوئة، وتسهيل حركة سيلان الماء وكنقطة للولوج للصيانة في العهد الروماني.
و ذكرت عديلي أن رسم المسار الجغرافي لهذه القناة تطلب منها منذ 2017 القيام بأعمال ميدانية توفيقية، إضافة إلى أعمال مكتبية لنفض الغبار عنه، وتثمينه كمعلم تراثي ذو قيمة تاريخية وحضارية ضاربة في القدم.
وتتكون القناة بداية من قناتين تحت الأرض تفصلهما عند الانطلاق مسافة 500 متر، وهما مبنيتان بالحجارة الكبيرة المقولبة، وكل قناة لها حوالي 3.5 م عرض و حوالي 4 م ارتفاع وكل واحدة منهما مزودة بقبو به فتحات .
وتجتمع القناتان بعد مسافة حوالي 2 كم بغرفة كبيرة تحت الأرض كان الولوج إليها يتم في الفترة الرومانية عبر مدرج حجري، ثم يجري الماء اثر ذلك في قناة واحدة تحت الارض على طول مسافة ال35 م، ثم يوجه الماء عبر قناة على سطح الأرض الى مدينة قرطاج الرومانية.
واعتبرت العديلي ان كشف النقاب عن هذا المعلم المائي غير معروف المسار، يؤكد أن قرطاج لا تمتلك كما هو شائع نظاما مائيا واحدا يؤمن حاجاتها من المياه بل على غرار العديد من المدن الرومانية الكبرى، كانت المدينة القرطاجية الرومانية تتغذى أيضا بماء سكرة العذب باستعمال نظام مائي تميز هندسيا عن غيره من الانظمة المائية في الفترة الرومانية التي تعكس عظمة من قاموا ببنائه.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 267615