سيدي بوزيد: ترسيخ تقنيات ومهارات الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة من خلال تجارب تطبيقية من ابرز اهداف مركز التكوين المهني الفلاحي
(وات/تحرير كوثر الشايب) - يعتبر ترسيخ تقنيات ومهارات الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة لفائدة المتكونين بمركز التكوين المهني الفلاحي بسيدي بوزيد، من ابرز الاعمال المتواصلة التى يشتغل عليها المركز، وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة والتجارب الهادفة الى ترسيخ الوعي بالقضايا البيئية وترشيد استعمال مختلف الموارد الطبيعية، وقد حظي المركز منذ انخراطه في استراتيجية للفلاحة المستدامة، بالفوز في عدة مسابقات عالمية خاصة بالتغيرات المناخية، وهو يعتمد منهجا تعليميا يقوم على التوعية بقضايا البيئة ويقدم أنشطة لتغيير السلوك البيئي والمحافظة على مختلف الموارد الطبيعية واكتساب مهارات وطرق جديدة لترشيد استعمالها.
وبين خليل شرادي (متكون) في تصريح لصحفية "وات" أن من بين الأنشطة التي شارك فيها في المركز، تجربة الحصول على سماد فلاحي طبيعي مستخلص من بقايا أعشاب مطحونة وفضلات حيوانات تخضع للتقليب المستمر، ليكون في النهاية وبعد المرور بمجموعة من المراحل، سمادا طبيعيا قادرا على تغذية التربة واصلاحها ويوفر للنبتة حاجياتها دون الحاجة الى مواد كيميائية
وبين خليل شرادي (متكون) في تصريح لصحفية "وات" أن من بين الأنشطة التي شارك فيها في المركز، تجربة الحصول على سماد فلاحي طبيعي مستخلص من بقايا أعشاب مطحونة وفضلات حيوانات تخضع للتقليب المستمر، ليكون في النهاية وبعد المرور بمجموعة من المراحل، سمادا طبيعيا قادرا على تغذية التربة واصلاحها ويوفر للنبتة حاجياتها دون الحاجة الى مواد كيميائية
واكد شرادي اهمية تعميم التجربة حتى يستفيد الفلاح من بقايا مكونات ضيعته ويساهم في الحفاظ على البيئة باستعمال سماد فلاحي طبيعي، وبين كل ما اكتسبه من معارف ومعلومات عن الفلاحة والمحافظة على البيئة، تعلمها في المركز بالاضافة الى كيفية الاقتصاد في الماء والمحافظة على التربة واستعمال مكونات المستغلة الفلاحية بشكل يهتم بكل مكونات البيئة ويحمي ويحافظ على كل الموارد الطبيعية.
وذكرت راضية حاجي (متكونة) أن ها تعلمت خلال سنتي التكوين التي قضتهما في المركز، كيفية المحافظة على كل ما يوجد في الطبيعة واستغلاله بطرق مختلفة، على غرار استعمال فضلات الحيوانات كسماد فلاحي طبيعي لما له من فوائد في المحافظة على التربة والنبتة وتعزيز خصوبة التربة والاقتصاد في الماء، اضافة الى المشاركة في غراسة الاشجار واستعمال البذور الأصلية لعدد من المنتوجات الفلاحية وترشيد استهلاك الموارد المائية والمساهمة في أنشطة بيئية داخل المركز وخارجه.
وأفاد وسام الدربالي (متكون) أنه قام في اطار مشروع تخرج، بزراعة البذور الأصلية للدلاع لقدرتها على مقاومة التغيرات المناخية والأمراض وملاءمتها مع خصائص التربة، واكد أن السماد الفلاحي الطبيعي الذي يتم تحضيره رسكلته في المركز، قادر على أن يوفر للزراعات والغراسات الفلاحية احتياجاتها خلافا لبقية البذور(الهجينة) التي تتطلب كميات من المواد الكيميائية والمبيدات والأسمدة الاصطناعية، وقال انه تعلم بالمركز كيفية المحافظة على كل الموارد الطبيعية وترشيد استعمالها والاهتمام بقضايا البيئة، وتغير سلوكه وأصبح أكثر حرصا على المحافظة على البيئة.
من جانبها، أفادت المكونة بمركز التكوين المهني الفلاحي جويدة محمودي في تصريح لصحفية "وات"، أنه يتم في اطار محور الفلاحة المستدامة وللعناية بالجانب البيئي والاجتماعي والاقتصادي، تثمين المخلفات بالمستغلة الفلاحية واستغلال الفضلات الحيوانية وبقايا النباتات والاعشاب كتجربة يقوم بها المتربصون، تنطلق بجمع المخلفات ورحيها وتشكيلها في أكداس وتقليبها الى أن تتخمر وتتحلل لمدة أسابيع ليحصلوا في النتيجة على سماد فلاحي طبيعي من مميزاته تحسين تركيبة التربة وتوفير احتياجات النباتات والمساهمة في الاقتصاد في مياه الري.
وذكرت أن وحدة الثقافة البيئية بمركز التكوين المهني الفلاحي، شاركت في عدد من المسابقات العالمية من بينها مسابقة "العمل من أجل المناخ" وتوج فيها المركز بجائزة "مدرسة التميز لسنة 2021" وأيضا مع منظمة "اليونسكو" في القمة العالمية الثالثة في مسابقة تهتم باستغلال الموارد الطبيعية والطاقة المتجددة.
وبينت أنه حرصا على اكساب المكونين ما يحتاجونه من مهارات مستقبلا، يتم تطبيق مختلف الانشطة على ارض الواقع، ويتجاوز النشاط المستغلة الفلاحية بالمركز لينفتح على العالم الخارجي من خلال مجموعة من الأنشطة لعل أبرزها "تحدي غراسة 1000 شجرة في محمية بوهدمة" للمساهمة في ضمان التنوع البيولوجي وحماية الحيوانات بها، واكدت أن الهدف من هذه الأنشطة، التي ترمي الى الحفاظ على البيئة وضمان التنوع البيولوجي وممارسة الطرق البيولوجية على أرض الواقع، ترسيخ مبادئ الحفاظ على الموارد الطبيعية وخلق طرق جديدة للاستفادة مما هو متوفر والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
واوضحت أن الهدف من تعليم المتكونين كل التقنيات والمهارات، تطبيقها مستقبلا في مشاريعهم وايضا نقلها الى الفلاحين في محيطهم، وهي عادات سليمة وايجابية وأنشطة يمكن ممارستها لتعود بالنفع على الفلاح والتربة والموارد المائية، وتساهم في التقليص من التكاليف وتوفير منتوجات بيولوجية في ظل متغيرات مناخية تحتم الالتزام باستعمال الموارد الطبيعية بشكل يحقق الاحتياجات المرجوة بطرق تسمح بالمحافظة عليها للاجيال القادمة.
وأفاد مدير مركز التكوين المهني الفلاحي بسيدي بوزيد عبد الرزاق دخيل من جهته في تصريحه لصحفية "وات"، أن المركز في ظل التغيرات المناخية وشح المياه، انخرط في استراتيجية للحفاظ على التربة والموارد المائية، وهو ما يتم اعتماده في مناهج التكوين، ولفت الى توفر المركز على وحدة لتثمين بقايا ومخلفات الزراعة التي يتم رسكلتها لتصبح "أسمدة" وهو منتوج يخصب التربة ويوفر مختلف حاجيات النبتة دون أن يشكل أو يخلف اي ضرر، كما يساهم في تقليص تكلفة المنتوج الفلاحي دون استعمال المواد الكيميائية التي تتسبب في اثار جانبية للبيئة، وهي مناهج تدرس للمتكونين في المركز، وفق قوله .
وأشار الى انخراط المركز في الفلاحة المستدامة منذ 5 سنوات، للمحافظة على الموارد الطبيعية من خلال تطبيق عدد من الآليات، أهمها تكوين سند بيداغوجي للمتكونين الذين سينقلون بدورهم هذه التقنيات والخبرة للفلاحين في محيطهم، وقد تطورت التجربة مع وكالة التعاون الالماني التي وفرت للمركز مجموعة من التجهيزات من بينها آلة لرحي بقايا تقليم الأشجار والأعشاب .
واكد على ما حققه المركز من نتائج جيدة من حيث جودة التربة وارتفاع كميات الانتاج، اضافة الى ترشيد عملية الري بعد أن تم اعتماد معدات تقتصد في الماء، وهي طرق ينفذها المتكونون بهدف ترسيخ أبجديات وأسس الفلاحة المستدامة والحفاظ على البيئة لديهم وتلقينهم كيفية المحافظة على الموارد الطبيعية المتوفرة في ظل التغيرات المناخية التي تهدد العالم.
يذكر أن مركز التكوين المهني الفلاحي بسيدي بوزيد يوفر التكوين في اختصاصات فلاحية تتمثل في الأشجار المثمرة وتسمين العجول وتربية الدواجن وتقليم الأشجار وتربية الأبقار الحلوب، ويؤمن التكوين لفائدة المتكونين من التعليم الأساسي والثانوي والتكوين المستمر لأصحاب الشهائد العليا، ويضم خلال هذه السنة الدراسية 110 متكونين، ويمسح حوالي 43 هكتارا من بينها 30 هكتار زيتون و13 هكتارا مخصصة لغراسات متنوعة مثل اللوز والخوخ والتفاح وبيوت مكيفة ومساحات للأعلاف والحيوانات، وتعد الضيعة سندا بيداغوجيا للمتكونين.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 267376