وستنطلق الاستشارة الوطنية بتشخيص لأسباب "قصور المنظومة التربوية" للوقوف على العوامل المؤدية الى تراجع التعلمات وانقطاع 100 الف تلميذ سنويا عن الدراسة، وفق ما صرح به وزير التربية ملاحظا ان الانقطاع عن التعليم تنجر عنه نتائج كارثية تتمثل اما في الجنوح نحو التطرف او اتباع سلوكات محفوفة بالمخاطر او الهجرة غير النظامية.
وللاشارة فان اللقاء الاول لمنتدى الفكر التربوي الذي نظمته الجمعية التونسية لجودة التعليم تحت عنوان "من أجل منظومة تربوية تونسية عالية الاداء"، ستتبعه سلسلة لقاءات أخرى ستعمل على دراسة واقع المنظومة التربوية وبناء تصورات وحلول عملية لتحسين نتائج المدرسة التونسية والارتقاء بأدائها.
وقدّمت المستشارة الخبيرة في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي، منيرة يوسف، مداخلة حول "الحوكمة ودورها في تطوير أداء المنظومة التربوية" شخّصت فيها واقع المنظومة التربوية التي تعمل بطريقة "مفتّتة" حسب توصيفها.
واعتبرت ان حوكمة المنظومة التربوية لا يجب أن تقتصر على المختصين في المجال التربوي، بل تتطلب اليوم تشريك جميع الأطراف المعنية بالشأن التربوي بما في ذلك التلميذ والانفتاح على جميع القطاعات الحيوية وتقاسم المعلومات وتفعيل مبدا الشفافية والمحاسبة لاداء افضل للمنظومة التربوية.
من جهته، أبرز رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم، في مداخلة له بعنوان "تأهيل المنظومة التربوية: المهم والاهم"، أولويات المنظومة التربوية وعلى رأسها ضمان استمرارية مرفق التربية، متحدثا عن ضرورة صياغة ميثاق تربوي وطني يضمن استمرارية المرفق التربوي واعادة النظر في مسارات التعلم والتكوين وضمان الحوكمة والشفافية وموارد بشرية ذات مردود عالى الاداء.