عرض "الليومبري" لإقبال حمزاوي: إيقاعات مشتركة بين موسيقى آلتيْ القمبري التونسية و الـ "يونا" المكسيكية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/635400d2658bf5.74957626_mpelkgnqiofjh.jpg width=100 align=left border=0>


من تونس إلى مدينة "فيراكروز" المكسيكية مرورا عبر مدينة "هافانا" الكوبية، أخذت الفنانة والباحثة الموسيقية إقبال حمزاوي جمهورها في رحلة موسيقية على إيقاعات السطمبالي التونسية و"جاروتشو" المكسيكية، وذلك في حفل أقيم بدار بن قاسم في المدينة العتيقة بالعاصمة بحضور عدد من سفراء دول أمريكا اللاتينية.

وحمل العرض الموسيقي اسم "يومبري" وهو مصطلح يدمج بين اسم آلتيْن موسيقيتيْن هما "القمبري" و"يونا"، لتشابه الموسيقى الصادرة عنهما في عدة جوانب إيقاعية وفي تقنيات العزف. وقد جمعت إقبال حمزاوي في هذا العمل فنانين تونسيين بقيادة عازف العود زهير قوجة بالنسبة إلى موسقى السطمبالي، أما المجموعة المكسيكية "مونو بلانكو" التي تعزف موسقى "جاروتشو" فيقودها "جيلبرتو جوتيريز سيلفا"، مرفقا بعازف "الأورغ" الكوبي عمر سوسا وعازف الإيقاع الفنزويلي "غوستافو أوفاليس" وعازف الكواترو "بابلو هيرنانديز ميجياس" من بورتوريكو.

...

وبنت إقبال حمزاوي عملها الجديد ""يومبري" على أساس الحوار بين الحضارات والتلاقح الثقافي بين تونس والمكسيك واسبانيا مع حضور موسيقات من كوبا وفنزويلا. وقد تميّز العرض بحضور آلات وترية وإيقاعية فحسب دون غيرهما، على غرار العود والقمبري والـ "يونا" والباص والشقاشق وبعض الأدوات الإيقاعية الموسيقية التقليدية، إلى جانب الأورغ.

وأثبت العرض مدى تشابه النمط الموسيقي للسطمبالي والقناوة في تونس وشمال افريقيا عموما مع موسيقى "جاروتشو" المكسيكية"، فهي تختلف في جزئيات بسيطة كالآلات الموسيقية المستخدمة، لكنّ الإيقاعات تكاد تكون متشابهة، إذ هي موسيقى احتفالية في ظاهرها، لكنها تروي في باطنها قصصا لفئات بشرية عانت القمع والاضطهاد والعبودية، وهي تتسلح بالموسيقى لتدعوَ للحوار والسلام والانفتاح والتعايش السلمي بين الشعوب وللتفاعل الثقافي والقبول بالآخر، ووقف نزيف الحروب والاقتتال انتصارا للقيم الإنسانية الكونية. وقد تمّت ترجمة هذه المعاني والدلالات في حوارات موسيقية ثنائية جمعت بين "القمبري" و"اليونا".

ولا تتشابه موسيقى السطمبالي و"جاروتشو" في الإيقاعات فحسب، وإنما أيضا في مضامين الأغاني، فمثلا ينشد السطمبالي "العجمي" أذكارا ونوبات موسيقية باللغة العربية تتضمن مدائح للأنبياء والأولياء الصالحين، وتنشد "جاروتشو" أذكارا للتضرّع للآلهة وطلب العون لمحاربة الشر وبث الطمأنينة. وإلى جانب هذا العمل الموسيقي المشترك، تمّ تصوير هذا العرض ليتم دمجه جزئيًا في الفيلم الوثائقي الذي يجري تصويره حاليا حول الروابط الموسيقية المشتركة بين مدينة "فيراكروز" المكسيكية وبلدان شمال إفريقيا.

وسيوثّق الفيلم للروابط الموسيقية بين تونس والمكسيك ولهؤلاء الموسيقيين الذين اجتمعوا من ثقافات موسيقية مختلفة واندمجوا في مشروع موسيقي موحّد يُنتظر أن يتمّ تقديمه في إسبانيا والمكسيك وعدد من دول أمريكا اللاتينية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 255238


babnet
All Radio in One    
*.*.*