روضة القرافي: مكافحة الفساد ما زالت في مستوى الشعارات في ظل غياب الاستقلالية

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/rawdha-640x405.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - قالت رئيسة جمعية القضاة التونسيين، روضة القرافي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، "إن مكافحة الفساد في تونس ما تزال في مستوى الشعارات، في ظل غياب استقلالية السلطة القضائية"، معتبرة أن "القضاء التونسي ما يزال إلى اليوم تابعا هيكليا، للسلطة التنفيذية ومحكوما بالقوانين القديمة".
وأشارت القرافي على هامش أعمال ندوة العلمية للجمعية إنتظمت اليوم السبت بالحمامات حول "دور القضاء في مكافحة الفساد"، إلى أن "الحديث عن إرادة سياسية نافذة ونية حقيقية في مكافحة فعلية للفساد، لا يصح إلا إذا تم وضع التشريعات اللازمة، ليكون القضاء سلطة مستقلة وإعطاء الأولية للقطب القضائي المالي لمكافحة الفساد في إصدار القوانين المنظمة له وتمكينه من الآليات والوسائل اللوجستية التي يحتاجها، من تدريب وتكوين وخبراء ماليين وضابطة عدلية وحماية".

ولاحظت أن الكلام عن القضاء المالي ومكافحة الفساد، يعني بالأساس الحديث عن قضاء متخصص بينما أن القطب القضائي المالي، "موجود بصفة صورية" ولم يتم بعد إصدار القانون المنظم له ولا يجمع سوى 8 قضاة تحقيق غير متفرغين وممثل عن النيابة العمومية تم تركيزهم بمكاتب خارج المحكمة الإبتدائية بتونس وتم "إغراقهم بالملفات"، حسب تعبيرها، ملاحظة أنهم "مطالبون بالنظر في عدة قضايا مالية شائكة وخطيرة دون توفير الخبراء أو الآليات التي تساعد على فهم هذه القضايا وتفكيك خفاياها وبالتالي الفصل فيها".
...

وأوضحت رئيسة جميعة القضاة أن "مكافحة الفساد تتطلب أن يكون القضاء مستقلا عن السلطة السياسية، باعتبارها من السلط التي توضع على محك الرقابة في التصرف في الأموال العمومية ويمكن أن تكون محل تتبع"، معتبرة أن "التصدى للفساد يتطلب الوصول إلى نتائج قضائية أي تطبيق القانون الجنائي للقطع مع الإفلات من العقاب وأن يتم القيام بتتبعات جدية تنتهي بأحكام جازرة ورادعة".
وشددت على أن اضطلاع القضاء بدوره في حماية المجتمع وحماية أموال المجموعة الوطنية، يحتاج خاصة إلى إدخال جملة من الإصلاحات اللازمة والضرورية على المنظومة القضائية نفسها وان يتم تمكين القضاء من الإمكانيات المادية والبشرية التي يحتاجها للقيام بدوره على أكمل وجه، معربة عن إستغرابها عدم تنزيل كل القوانين المتعلقة بإصلاح القضاء العدلي والإداري والمالي والتي من شأنها أن تدعم دور القضاء في جهود مقاومة الفساد ضمن أولويات مجلس نواب الشعب".
وقد تم التأكيد في إطار أعمال الندوة، على "الحاجة إلى سياسة قضائية ذات نتائج، خاصة وأن المعايير الدولية للشفافية تنظر بالأساس في إحصائيات الدول حول القضايا التي تم فصلها وإصدار أحكام بشأنها تكون زاجرة ورادعة للفاسدين".
كما تمت الدعوة إلى "العمل على تكريس حق المجتمع التونسي في سلطة قضائية مستقلة تحمي حقوقه، خاصة في ما يتعلق بانتهاك المال العام وباعتماد قانون جنائي يحمي مقدرات المجموعة الوطنية من الإنتهاكات ومن سوء التصرف في الأموال العمومية والإستيلاء عليها والتي غالبا ما كانت سببا للهزات الإجتماعية وكرست التفاوت بين الجهات، نتيجة غياب التوزيع العادل للثروات".
وتضمن برنامج أعمال الندوة مجموعة من المداخلات تمحورت بالخصوص حول دور القضاء العدلي والقضاء الاداري والقضاء المالي في مقاومة الفساد.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 131375

Fartattou  (Tunisia)  |Dimanche 25 Septembre 2016 à 15h 02m |           
ايتها القاضية الفاضلة، ما ابجلشي منكم انتم القضاة تبداو تقومو بمقاومة الفساد، و أهو الناس الكلّ و الرّأي العام يجي معاكم، كونوا منقذي هذه البلاد، جازاكم اللّه خيراً

Mandhouj  (France)  |Samedi 24 Septembre 2016 à 22h 20m |           
العدل أساس العمران ... و الاستقلالية هي إحدى الأجزاء التي تعمل ليكون القضاء ، عدلا ... لكن المسألة متشابكة أكثر من هكذا ... إنه تصور شامل و متكامل للمنظومة الاجتماعية و السياسية ، تكون العدالة أحد مكوناتها ، لضمان نوع من التوازن .. بما أن السياسي الديكتاتوري يخشى هذا التوازن بما فيه المساواة أمام القانون ، تراه كأمير ، كملك ، كسلطان ، كرئيس منتخب ، هو الممثل الأعلى لذلك التوازن ، للقضاء ... و هنا تميل الكفة لصاحب الميزان ...

MedTunisie  (Tunisia)  |Samedi 24 Septembre 2016 à 19h 25m | Par           
اول شيء و اول لبنة هو اصلاح القضاء ومن بعد يمكن الدخول في الاصلاح و الحديث على الديمقراطية و الاطمانان على منظومة الحرية و كل ياتي في اوانه شيئا فشيئا

Nasehlelleh  (Tunisia)  |Samedi 24 Septembre 2016 à 19h 21m |           
القوة الحقيقية للقضاء في سرعة الفصل في النزاعات حتى لا نرى متقاضيا يجبرعلى القبول بصلح خاسر على انتظار حكم رابح بعيد المنال. فالقضاء البطيئ والعدم سواء

احمد القطفي  (Tunisia)  |Samedi 24 Septembre 2016 à 18h 07m |           
نحن معك أيتها القاضية الفاضلة بأن القضاء يجب أن يكون مستقلا، ولكن بعد مداواة هذا القطاع من شوائب الماضي البشع حيث خلب بريق الدرهم والدينار ألباب البعض فباعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والقاضي إذا كان فعلا جادا في القضاء على دابر الرشوة والمحسوبية والتسلط والظلم، عليه أن يحكم بالعدل مراعيا ضميره بدون اللجوء إلى استشارة وزيره أو رئيس حكومته، وإذا رأينا تدخلا لعرقلة السير الصحيح للعدالة، فإننا لن نسكت، ولا تستهينوا بخطر الكلمة في تقويم الإعوجاج، فعن ابن
بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار قال أبو داود وهذا أصح شيء فيه يعني حديث ابن بريدة القضاة ثلاثة.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 24 Septembre 2016 à 17h 49m |           
إستقلالية القضاء يجب أن يسبقه تطهير القضاء من كل مشتبه بالفساد فلن يقدر على محاربة الشياطين سوى الملائكة لا غير .


babnet
All Radio in One    
*.*.*