هل نعود نحن التونسيّون إلى رمضان ، شهر القرآن ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/6/coran.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بــاكير (*)

شهر رمضان شهر عظيم عند الله ، وكذلك يجب أن يكون عند المسلمين ، و من يعظّم شعائر الله فهي من تقوى القلوب ،،، شهر يمنّ الله به على من أبقاه على قيد الحياة ليستدرك ما فات و يخفّف أو يمحو بإذن الله و برحمة منه و فضل ما اجترحه سالف عمره ، لأنّ العقبة كأداء و اليوم الموعود لناظره قريب و حصوله لا يحتمل الشكّ و لا الرّيب ...يوم يجعل الولدان شيبا و لا ينفع وقته و حينه إلاّ من أتى الله بقلب سليم ...

...

شهر رمضان ، شهر القرآن ، شهر التقوى ، شهر العبادة ، شهر تقويم السّلوكات و هجر المعاصي و هو شهرٌ تكبّل فيه الشياطين ... غير أنّ ما يحصل في بلادنا و بعض بلاد المسلمين من زيغ و انحراف بقدسيّة و بقدَر و عظمة هذا الشهر لا يستقيم أبدا عند كلّ ذي فكر قويم و عقل سليم ، شهر تبدّلت مفاهيم مشروعيّته و حصلت له عند بعض النّاس كثير من البدع و الترّهات و التشويهات حتّى يكاد الجزم ثابتا أنّ مفهوم الصّوم فقط عندهم يقتصر على الجوع و العطش لسويعات من الزّمن و لأيام معدودات ..! – ( رمضان البارح والعيد اليوم )
في الحقيقة هناك بعض العذر لا يزال قائما للبعض منّا و ذلك نتيجة سياسات التجهيل و الإقصاء و التغريب التي تبارى فيها حكّام العقود الماضية و ما رصدوا له و فرضوا من ثقافة شرعيّة سطحيّة و جهل متعمّد أرادوه لهذا الجزء من الأمّة جعل منه بعيدا عن فقه الأحكام الشرعيّة و أميّا حتّى في ا لمعلوم من الدّين بالضرورة .و هذا ما يتحمّل بعضا من وزره من كانوا ينتصبون ( أو ينصّبونهم ) أيّام الجمر لسدّ شغور تهميش و إقصاء أهل العلم و الدّراية الصّحيحة ، و من كانوا يعتلون منابر الإمامة ( لتطويع ) الخطاب الديني حسب هوى الحكّام و زبانيتهم ..
و هو أيضا – أمانة – بالغة الأهميّة تُناط بعهدة أئمّة و علماء البلاد من بعد ما منّ الله عليهم و على مواطنيهم بنصر مبين ... فعليهم أن يجلوا الحقائق و أن يبيّنوا ما غمّ و استخفى و أن يفرغوا العباد من المفاهيم الفاسدة ليملؤوهم بالمفاهيم القويمة ، و منها تعظيم شهر رمضان و إيلاءه القدر الذي يريده الله جلّ و علا .
رمضان ليس شهر السهريات و الشيخات و الليالي الملاح ، ليس شهر المسلسلات و الفوازير ، رمضان ليس ( حضرة ) و بخورات و بنادر و رويّق بارد ،،
رمضان ليس ذلك الكوكتال الماسخ من المنوّعات التلفزيّة التي يصرّ الفاشلون فنيّا طوال السّنة أن يفرضوها في هذا الشهر الكريم و يفرضوا معها الشذوذ السّلوكي و اللهجة ( الماسطة ) و الألفاظ المستهجنة و السيناريوهات العقيمة و الفاسدة ...
رمضان المعظّم ليس شهر اللّهفة والحشيشة ( رمضان ما عندوش حشيشة ) و لا شهر التبذير و تكليف الأنفس ما لا يُطاق ، و لا كذلك شهر ( التمخميخ ) و الإحتكار و غلاء الأسعار ..
رمضان شهر التعبّد و التراويح و الإعتكاف و حسن الخُلُق و الإحساس بمعاناة خلق الله و مراجعة النّفس لمعاندة الهوى و الشيطان ، ،، رمضان شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النّار ،،،، فهل نستجيب لهذا الدّاعي و نقطع مع الموروثات الباطلة التي يصرّ ذوو الأنفس المريضة ترسيخها لدى عامّة النّاس و العادات الفاسدة فنجدّد العهد مع دين الله لنصوم رمضان إيمانا و احتسابا ؟؟؟
هل نعظّم ( نحن التونسيّون ) رمضان هذه السنة ، هل نقاطع برامج الفساد و الإفساد ، و ننبذ تفاهات و شذوذات – كاراكوزات – و أدعياء الثقافة و التنشيط لنُقبل على ما ينفعنا في دنيانا و آخرتنا ؟؟ هذا ما نأمله و يأمله كلّ عاقل و يعقد الهمّة للعمل عليه..

(*) كاتب صحفي




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 87767

Elwatane  (France)  |Samedi 28 Juin 2014 à 06:32           
ليس من السهل اقتلاع ما فعله بنا بورقيبة و طريق الإصلاح كلها أشواك، فالمثابره المثابرة
و الله ولي التوفيق

Joshlibre  (Tunisia)  |Vendredi 27 Juin 2014 à 17:32           
سي المنجي جاب ربي جاء الشيطان مكبل في سيدي رمضان

Dachamba99  (Tunisia)  |Vendredi 27 Juin 2014 à 16:52           
تبَع الأوديمات تو تعرف إلَي كلامك في النَافخات زمرا.

Abid_Tounsi  (United States)  |Vendredi 27 Juin 2014 à 15:02           
بارك الله في كاتب المقال الممتع.
و جعلنا الله ممن يصومون رمضان و يقومون إيمانا و احتسابا.
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.


babnet
All Radio in One    
*.*.*