أسطورة السيد عدنان منصر
نورالدين المباركي
لا تستطيع تلك الكلمات التي تفوّه بها السيد عدنان منصر في العاصمة الاردنية عمان ، أن تُغيّر حقيقة انطلاق الثورة التونسية من مدينة سيدي بوزيد بعد واقعة محمد البوعزيزي احتجاجا على حرمانه من كسب رزقه المحدود.
لا تستطيع تلك الكلمات التي تفوّه بها السيد عدنان منصر في العاصمة الاردنية عمان ، أن تُغيّر حقيقة انطلاق الثورة التونسية من مدينة سيدي بوزيد بعد واقعة محمد البوعزيزي احتجاجا على حرمانه من كسب رزقه المحدود.
الواقعة ليست اسطورة من صنع شباب الفايسبوك ، محمد البوعزيزي حقيقة، وفقره وخصاصته حقيقة، واضرام النار في جسده أمم مقر الولاية يوم 17 ديسمبر 2010 حقيقة، والحراك الشعبي الذي انطلق في المدينة حقيقة ، وتوسع هذا الحراك الى المدن المجاورة حقيقية ، والأهم من كل هذا أن غياب التنمية و الفقر والتهميش و ارتفاع نسب البطالة في سيدي بوزيد حقيقة ، فأين الأسطورة التي تحدث عنها؟
الأسطورة في ذهن السيد عدنان منصر الذي لا يعرف من الفقر و الحرمان والتهميش والخصاصة الا ما يُنشر في الروايات و النصوص و الأرقام الباردة، لذلك يعجز عن تفسير و فهم لماذا ينتحر شاب بتلك الطريقة من أجل الحفاظ على عربة صغيرة ، ويعجز عن فهم لماذا توسعت حركة الاحتجاج في سيدي بوزيد و القصرين و سليانة وجندوبة و قفصة..والجهات الداخلية المحرومة والمهمشة التي تعيش الفقر و لا تسمع عنه .
ومن يعجز عن الفهم الملموس للواقع الملموس يلجأ للأسطورة ، أليس هذا تاريخ الأسطورة؟
هذا التفسير الاسطوري لانطلاق الثورة في سيدي بوزيد مع ما يتضمنه من اهانة لشباب الثورة ، يعكس الموقف السياسي للسيد عدنان منصر من انطلاق الثورة التونسية ، وهو الموقف ذاته للنظام السابق الذي كان يعتبر أنه تم توظيف واقعة انتحار البوعزيزي وتضخيمها ، وتم ترويج الاشاعات و الأكاذيب ، وأن احتجاج تلك الجهات لن يزعزع أركان النظام .
وأبعد من ذلك فإن القول إن الثورة انطلقت من مدينة القصرين جراء الاستخدام المفرط للقوة والعنف والذي سقط ضحيته عدد من الشبان. ، هو تأكيد لرواية جزء من النظام السابق مازال يعتبر الى الآن أن ما حصل في تونس ليس ثورة إنما مؤامرة داخلية و خارجية استهدفت الدولة ، وأن هذه المؤامرة انطلقت من أحداث تالة ( القصرين) من خلال القناصة الذين قتلوا نحو 30 شهيدا ، وملف القناصة مازال الى الآن لغزا حقيقا .
السيد عدنان منصر كشف حقيقة معلومة للجميع وهي انه لا علاقة له بالثورة في تونس ، حتى من باب المتابعة و أنه جاء الى الموقع الذي هو فيه الآن من باب آخر غير الوفاء لأبناء الثورة .
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 81618