من حق المناضلين أن يطالبوا بتعويض ولا لتشويه المناضلين مرتين

<img src=http://www.babnet.net/images/6/prison2.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم منجي المازني



تعرض المناضلون أيام الاستبداد إلى كل أنواع الاضطهاد، فمنهم من أدخل السجن وشردت عائلته ومنهم من منع من مزاولة تعليمه ومنهم من عذب وأصيب بأمراض مزمنة ومنهم من طرد من عمله ومنهم من قضى زهرة شبابه في السجون. كل ذلك حدث وسط بيئة تحرض على تجاهلهم وكرههم ومحاصرتهم حتى أصبح الناس يتجنبون التعامل معهم والتحدث إليهم وذلك خوفا من ردة فعل الحاكم وزبانيته. وعندما انتصرت الثورة واستبشر الناس والمناضلون خيرا خرج على المناضلين من يعطيهم دروسا في النضال ويقول لهم : النضال لا يباع ولا يشترى ولا يجب أن يصرف لأجله تعويضا. وبعضهم زاد على ذلك وقال نحن لم نكلف ولم نوكل أحدا بالنضال من أجلنا حتى يطالبنا في آخر المطاف بالتعويض. وبعضهم قال : الشعب يعيش ظرف اقتصادي حرج والميزانية لا تتحمل هذه التعويضات والأولوية للتنمية ولإحداث مواطن الشغل واتهم الإسلاميين بمحاولة السطو على أموال الشعب. وهكذا وفي لحظة وبين عشية وضحاها أصبح الإسلاميون يتاجرون بالدين وبالنضال ويريدون الاستحواذ على أموال الشعب ! وإزاء هذه الوضعية لا بد من التذكير بأن التشويه المتعمد والمتواصل للإسلاميين لم يأت بنتيجة تذكر في انتخابات مجلس التأسيسي بل كانت نتيجته عكسية وكارثية على أصحابه حيث لم يتجاوزوا في أحسن الأحوال منطقة الفواضل.





فبداية، أريد أن أسأل الأسئلة التالية: لماذا يجازى كل من تميز في مجال من مجالات الحياة ويجد كل الدعم من مختلف مؤسسات المجتمع المدني ومن المثقفين بمختلف مشاربهم ولا يجازى من تميز في النضال السياسي ؟ لماذا تعلق على صدور المتميزين في الدراسة وفي الفن وفي الرياضة كل النياشين وتصرف لهم مكافآت بعشرات الآلاف وبمئات الآلاف من الدنانير من ميزانية الشعب بدون تحفظ من أحد ولا يكرم المناضلون السياسيون معنويا وماديا والحال أن النضال السياسي يأتي في مقدمة كل الأعمال ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر . لماذا لا يكرم المناضلون السياسيون ويستكثر في حقهم تعويض معنوي ومادي لا يعادل ماقدموه من تضحيات جسام ؟ فالثورة والحرية والكرامة التي نعيشها لم تأت من فراغ وإنما هي نتيجة تراكمات نضالات ومعاناة كل المناضلين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم.
ثانيا : النضال من أجل دحر الاستبداد وإشاعة العدل والمساواة بين الناس لا يستدعي موافقة أو رخصة من أحد. وهو حق كفلته جميع الشرائع السماوية وجميع دساتير العالم. ومن يقول نحن لم نكلف أحدا بالدفاع من أجلنا فالأولى به أن يعتزل النضال والخوض في تفاصيله ويصدق عليه قول الشاعر :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ** واقعد فانك انت الطاعم الكاسي

ثالثا : القول بأن إمكانيات البلاد محدودة والأولوية للتنمية ولتشغيل العاطلين عن العمل وليس لتعويض المتضررين هو قول لا يستند إلى أرضية أخلاقية وعلمية. فالإنسان ولد حرا ولم يولد ومعه وظيفة وشغل. وعليه فإن استرداد الحقوق مقدم عل جلب الوظائف. قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .
رابعا : مبدأ التعويض هو ليس استثناءا تونسيا بل يتناغم مع كل تجارب العالم المماثلة. فكل حكماء العالم ولا سيما الدول التي حصلت فيها ثوارات توصلوا إلى مبدأ التعويض لكل ضحايا الاستبداد وأقروا مبدأ التعويض من ميزانية الدولة لكي لا يولد الظلم ظلما جديدا ولا الاستبداد استبدادا آخر وفوضى عارمة في البلاد. فلنتصور لو لم يتم إقرار مبدأ التعويض في إطار عدالة انتقالية توافقية لخرج كل متضرر على جلاديه بسيفه وعند ذلك ستحل الفوضى بالبلاد من جديد. فالتعويض إذا هو وقبل أن يكون رد اعتبار للمظلومين هو في الحقيقة محاولة تجنيب كل من تورط في إهانة ومحاصرة وظلم المناضلين السياسيين ملاحقات غير منتظرة وردات فعل لا يمكن تصورها.
خامسا : إذا أصر الجماعة، بعد يقظة ضميرهم، على عدم التعويض للمتضررين من أموال الشعب نقول لهم : يوجد حل آخر يمكن تطبيقه : كل مناضل تم طرده من عمله أو من دراسته أو أودع السجن أو عذب إنما حصل له كل ذلك بسبب تقرير شبيح أو عون مخابرات أو مدير مسؤول أو حاكم تحقيق... فعون الشعبة الذي يتلصص على المصلين في المساجد وضابط المخابرات الذي يعذب الموقوفين لكي ينتزع منهم اعترافات تحت الإكراه والقاضي الذي يحكم على المتهمين بأحكام جائرة ظلما وعدوانا والمدير المسؤول الذي يقوم بطرد المحجبات من الدراسة ومن العمل والمناشد الذي يناشد المخلوع للترشح لدورة رئاسية جديدة ، كل أولئك لا يقومون بهذه الأعمال لله في سبيل الله ولوجه الله وابتغاء مرضاته. وإنما يفعلون ذلك كله ابتغاء الحصول على مكاسب مادية وترقيات وسيارات وبعثات ووظائف سامية وتمويل مشاريع وتمويل أفلام... ونتيجة لأعمالهم تلك تضاعفت مرتباتهم وزادت أملاكهم وأصبحوا من علية القوم بفضل سلوكياتهم الرعناء وبفضل أنانيتهم المفرطة ومازالوا إلى اليوم يحتفظون بامتيازاتهم ويقبضون مرتبات مضاعفة. وكحل وسط يجنب الشعب دفع فاتورة بعض الناس المجرمين والأنانيين والمستكرشين والجشعين يمكن اقتطاع كل الامتيازات، التي تأتت من جراء أعمال الإساءة إلى المناضلين، من الجرايات الجارية للمعنيين وكذلك يمكن احتساب مجموع الامتيازات التي تحصل عليها المعنيون طيلة فترة الاستبداد واقتطاعها من حساباتهم ولو على مراحل وإيداع ذلك كله في صندوق التعويض.
أظن أن هذا الحل الأقرب إلى العدالة سوف يرضي المناضلين ولكنه سوف لن يرضي المعارضين لمبدأ التعويض لأن أغلبهم تقلد مناصب عليا زمن المخلوع وتورط في عديد الأعمال الإجرامية ضد المناضلين وعند ذلك سوف يصادقون على التعويض من أموال الشعب لأنهم ببساطة ما فكروا يوما في مصلحة هذا الشعب.




Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 52788

Debile  (Tunisia)  |Mardi 7 Août 2012 à 13:32           
@ sale ugtt
relis ton texte, tu te contredit.
puis va te soigner, ça commence à etre grave

Debile  (Tunisia)  |Mardi 7 Août 2012 à 13:19           
Sur le fond, je suis tout a fait daccord pour que l'etat tunisien et, disons le clairement, le peuple tunisien assume sa responsabilité dans ce qui est arrivé aux opposants durant les 60 dernieres années. l'état par son action et sa brutalité, et le peuple par son silence et sa complicité.
il faut savoir que les opposants n'ont pas étés torturés seulement. ils ont été privés de toute forme de vie sociale et economique meme si ils ont étés laissés en liberté. des familles ont étés eclatées, des carrières brisées, des ames meurtries....
sur la forme, j'avoue que l'approche du gouvernement reste floue et alimente légitimement la méfiance.

Mongi  (Tunisia)  |Mardi 7 Août 2012 à 11:24           
لو أن موظفا تم اقتطاع يوم عمل من جرايته بحجة واهية لأوصل هذا الموظف مشكلته إلى المحكمة الإدارية وإن لزم الامر إلى مجلس الأمن لأجل استرجاع حقه فما بالك بأستاذ تم طرده من عمله وإيداعه السجن لعشر أو عشرين سنة ظلما وعدوانا ؟ فهل هذا الموظف لا يستحق إنصافه وصرف كل جراياته ليتمكن على الأقل من تسديد كل الديون المتخلدة بذمته؟

_KiNg_  (Tunisia)  |Mardi 7 Août 2012 à 09:33           
Voleurs!
je ne donne pas mon argent a des gens qui voulaient faire de la tunisie un autre afghanistan aux années 80

Norchane  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 19:27           
@niboulai
puisque je suis musulmane et que je jeune je ne dois pas te retourner l'insulte mais sache que je n'n'apprécie pas du tout ce que tu as dit et quer je ne suis poas contente de toi
rabbi yehdiik wa la haoula wa la kouwata iulla billah

Ouahch  (United Kingdom)  |Lundi 6 Août 2012 à 19:20 | Par           
Pas d'indemnisation, ni aujourd'hui ni demain. Vous avez le pouvoir, que voulez vous de plus?

Encore une fois, qui va définir les critères de "validité" du militantisme?

Je suis désolé, je n'accepte pas d'indemniser l'agresseur de Mourou ni celui qui a fait les attentats de Sousse. De plus, Nahdha n'a jamais milite pour la Tunisie, mais pour l'obscurantisme.

Last and not least, Nahdha sera récompensée avec le paradis (peut être). 

Pour conclure, non aux indemnisations pour Nahdha, oui à l'aide sociale pour tous (y compris le chômeur et l'handicapé) sous des critères strictes et pourvu qu'ils n'ont pas de convictions judiciaires. Voilà!

@MuradKing  (Tunisia)  |Lundi 06 Août 2012 à 19h 10m|

D'accord pour la première partie Murad. Ce n'est pas un petit montant  dont on parle. Et puis ce n'est pas l'ingratitude. Moi j'ai connu bien des familles qui ont subi la misère. Mais je ne les cautionnent pas pour autant. Je les ai vu de mes yeux prêcher la haine, stocker des tenus militaires pour le coup d'état et propager des idées étranges et dangereuses. Désolé ce n'est pas de l'ingratitude, mais ils ne méritent pas vie que leurs enfants sont pour rien. 😡😡😡

Lazaro  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 19:16           
Ce n'est ni moi ni toi qui décide d'indemniser ou pas il faut revenir au dossier de chacun et de faire des investigations sur les préjudices causés et mettre au courant le peuple tunisien de tous les détails se rapportant aux crimes de torture et leurs auteurs .la justice prononcera son verdict final car nous voulons bâtir un vrai état de droit.

MuradKing  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 19:10           
إذا كانت الثورة قد منحتنا الحرية حد الثمالة فإنها و للأسف قد نزعت عنا ورقة التوت. فالتونسي أظهر قدرا هائلا من الأنانية و المطلبية: إعتصامات و مطالب زيادة في الأجور... زد عليه ذلك الإنحطاط الأخلاقي الذي أضحى يطبعنا أين ما حللنا. أمّا ثالثة الأثافي فهي الجحود و النكران لعائلات بأكملها ناضلت و اُظطهدت و حُرمت حتى من شروط المواطنة !!! و اليوم نجد السهام تصوب من كل حدب و صوب ضد حفنة من المال بتعلة الوضع الإقتصادي! فيقوا يا كسالى رانا عايشين ببركة ربي
و كفا جحودا و نكرانا

Ouahch  (United Kingdom)  |Lundi 6 Août 2012 à 18:27 | Par           
Pas d'indemnisation, ni aujourd'hui ni demain. Vous avez le pouvoir, que voulez vous de plus?

Encore une fois, qui va définir les critères de "validité" du militantisme?

Je suis désolé, je n'accepte pas d'indemniser l'agresseur de Mourou ni celui qui a fait les attentats de Sousse. De plus, Nahdha n'a jamais milite pour la Tunisie, mais pour l'obscurantisme.

Last and not least, Nahdha sera récompensée avec le paradis (peut être). 

Pour conclure, non aux indemnisations pour Nahdha, oui à l'aide sociale pour tous (y compris le chômeur et l'handicapé) sous des critères strictes et pourvu qu'ils n'ont pas de convictions judiciaires. Voilà!

Niboulei  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 18:03           
Norchane@
tu n'es qu'une pauvre imbecile & conasse de surcoit !!!

Samir74  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 14:03           
Question, celui qui a agressé chikh mourou et ayant été incarséré dans l'affaire de sliman. on l'indemnise ou non?.

Barbaria  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 13:41           
à doctn
ceux qui font le bruit ne discutent pas les priorités mais le droit à l'indemnisation !!!!!!!
et ça c'est honteux alors que des dizaines d'associations s'activent au profit des blessés et martyrs de la révolution!!!et là les familles des victimes de bourguiba et zaba ne comprennent rien!!!

en un mot:warrini hakki wa 5oudhou!!!!!!!!!!

Doctn  (United States)  |Lundi 6 Août 2012 à 13:30 | Par           
C'est pas une priorité : mouch waktou; fhemtchi?

Sale_ugtt  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 13:30           
الحل يكمن في ثورة تقتلع الشيوعيين و من والاهم من أرض تونس العربية المسلمة
المطلوب من كل من تم اظطهاده زمن بن علي و بورقيبة أن يأخذ حقه بيده من أي يساري يعترضه و ما على اليسار الملحد إلا أن ينزل إلى الشارع ليس للمطالبة بإسقاط الحكومة بل للمنازلة و للقتال ضد المسلمين و سيتم يومها إبادتكم من أرض تونس أيها الملاحدة

Norchane  (Tunisia)  |Lundi 6 Août 2012 à 13:12           
علاش ما يعملوش همة أو يحفظوا كرامتهم وما ينزعوش الجانب النبيل لنضالهم
ولم لايكف الاسلاميون عن المطالبات كيف الطالب الركيك

أنا عمري ما شفت ناس تطالب بالجزا والشكر.. عادتا التاريخ ينصف المناضلين أم الأحفاد تعلق لهم وسام شرف

أما يقوم القيامة بش يوخذ تعويض وحتى أمرهم مازال غير واضح فهذي صحة رقع


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female