---

---

لقد قام شعبنا بثورة لكي يقطع مع أساليب الماضي و يتطلّع لدولة ديمقراطية حديثة تتماهى مع الأمم المتقدّمة , و أيّ جريمة كالتي حصلت في امتحان البكلوريا لهذه السنة يجب التعامل معها بمنتهى الصرامة و المسؤولية واحترام ذكاء التونسيين . قد تكون الإدارة هي السبب في فضيحة التسريبات التي حصلت في مادة العربية في شعبة الآداب و ربّما كان الآتي أعظم , و لكن سيدي الوزير, و أرجو أن يتّسع صدركم لما أقول , لا يمكنكم تجاهل النداءات المتتالية للنّقابة العامة للتعليم الثانوي التي طالما دعتكم إلى تطهير الوزارة من رموز الفساد فقبل الإعداد المادي و اللوجستي و الإستعدادات الأمنية وهي ضرورية لابد من إدارة تواكب روح الثورة من كفاءات تمتلك حسّا وطنيّا و لها شعور عميق بالمسؤولية و قدر عال من المصداقية و لهم وعي بقيمة امتحان وطني تستعد له العائلات التونسية عاما كاملا و تنفق من أجل أبنائها أموالا طائلة على حساب مشاغل أخرى . إنّ هذا الإرباك الذي حصل لأبنائنا التلاميذ تتحمّل فيه كامل المسؤولية و لابد من الإعتذار لهم و لكل الأساتذة الذين بذلوا جهودا مضنية لإنجاح الإمتحان و قد تجنّدت النقابة أيضا لنفس الغرض. التحقيق و نتائجه يجب أن تنشر للعموم لكشف المجرمين و استقالتك تبعث رسالة قويّة لكل مسؤول أنّ أيّ مساس بمصالح تونس و شعبها هو خطّ أحمر . لا نشكّ أبدا في نزاهتك و ما قدّمته من جهد في تسيير دواليب وزارة صعبة و متشعّبة و لكن تلك هي ضريبة التردد و البطء في كنس المفسدين , و تذكّر قول الرسول عليه السلام: كلّكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيّته . و أنت الرّاعي الأوّل للعملية التربويّة, و كان الله في عون أبنائنا التلاميذ.
كاتب و محلل سياسي