برسيبوليس و تنورة مكسي

<img src=http://www.babnet.net/images/7/tannouramaxi.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الناصر الرقيق

إلى كل دعاة الحرية في تونس الذين إستماتوا في الدفاع عن قناة نسمة و مالكها بعد عرضها لفليم برسيبوليس الذي أساء للذات الإلاهية ضد من قالوا أنهم خطرا على حرية التعبير و هي الغالبية العظمى من الشعب التونسي التي هبت للتنديد و رفض الإساءة لمقدساتها خصوصا و أن الفيلم أساء لأقدس و أجل ما يحمله التونسيون في داخلهم و هو الله تعالى علوا كبيرا عن التشبيه و التمثيل و للتذكير فإن الفيلم المشار إليه هو فيلم إيراني أي أنه ليس من إنتاج تونسي و لا يمت لتونس بصلة و هذا معطى مهم سنعود إليه لاحقا .
أقول هذا لأذكر هؤلاء المتحدثين بإسم حرية التعبير أن هذا الرفض للمساس بالمقدسات و خصوصا الأديان ليس له علاقة بالحد من الحريات و هو من المسلمات في جميع المجتمعات و لدى كل الشعوب و هذا الكلام له ما يدعمه مثل الذي حدث مؤخرا في لبنان أين تم عرض فيلم بعنوان تنورة مكسي للمخرج جو بوعيد الذي رأى فيه المسيحيون إساءة لهم و لديانتهم فهبت جل القنوات و الصحف اللبنانية لمهاجمة الفيلم مما تسبب في تراجع نسب مشاهدته إلى حد مقاطعته و فتح ملف حرية التعبير مجددا في لبنان الذي يعتبر الدولة العربية الاولى من حيث المساحة الممنوحة للتعبير إلا أن النخب اللبنانية المسيحية و أيضا المسلمة نددت بما حصل و أكدت أن هذا الفليم لا يندرج ضمن حرية التعبير بل لا يدخل إلا في إطار التطاول و التعدي على المقدسات و لذلك فهو مرفوض شكلا و مضمونا لأنه يسيء لشريحة من الشعب و مقدساتها و للإشارة فإن فيلم تونرة مكسي لم يتناول الذات الإلاهية أو المسيح عليه السلام بل كل ما في الأمر أنه تعرض للممارسات الغير أخلاقية التي يقوم بها بعض القساوسة و الأساقفة في الكنائس .
...

فهل تتفضل نخبنا التي ساندت إبن أبيه الحنون المسكين المظلوم في تلك المحنة التي عاشها لإجابتنا عن موقفها من هذا الجدل الدائر في لبنان؟ و هل ستقوم بالتنديد بالنخب اللبنانية التي ظهرت منغلقة و رجعية في الدفاع عن مقدسات شعبها في حين أن جهابذة الفكر و الفن و الإبداع في بلدنا لا فعل لها إلا معادات ما هو مقدس بالنسبة للشعب و هي لا تنتج أفكارا بل همها الوحيد تبني أفكار لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بهوية هذا الشعب و مقدساته التي يعتقد بقدسيتها و يرفض المساس بها تحت أي العناوين كانت حتى ما قامت من أجله الثورة و هو حرية التعبير التي لا يمكن أن تكون جسرا يعتمده الرويبضة لإخراج ما بداخلهم من عفن نتن يصيبنا جميعا بالقرف عند سماعه أم مشاهدته.
لنعد إلى فيلم برسيبوليس الذي هو فليم إيراني صرف تم عرضه في تونس أي أنه ليس إنتاجا و لا إبداعا تونسيا فشخصيا تمنيت أنه لو كان كذلك حتى يكون لجدلنا قيمة فأن يقوم تونسي بإنتاج شيء ما و لو كان مما لا نحبذه فالأكيد أن النقاش حوله سيكون أكثر قيمة و جدوى أما أن يحكم علينا بالبقاء في دائرة الإستهلاك حتى في الرذائل فهذا ما يثير السخرية و الإشمئزاز فصاحب الفيلم الإيراني أكيد أنه إسمتتع بما حصل في تونس من جدل بسسب إنتاجه الذي من المؤكد أنه لم يحظى به في أي مكان أخر و هذا من غريب الأشياء.
قد يكون من يسمون أنفسهم نخبا في بلدي ليس لهم ما يقدموه لعامة الناس لذلك يلجأ معظمهم للتطاول على ما هو مقدس فأسهل طريقة لتصبح مفكرا و صاحب نظريات في تونس أن تقوم بالتشكيك فيما يعتقد الغالبية العظمى بصحته و قدسيته لكن إذا تأملنا قليلا و بحثنا عما أنتجه هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم من علياء القوم سنكتشف الإجابة سريعا لا شيء و حتى في صورة ما إذا تم إنتاج شيء ما فإنه إما يبقى نكرة لا يلتفت إليه أحد و إما يتم شراءه من قبل الدولة عن طريق الدعم أما أن يفرض هذا الإنتاج الإبداعي و الفني نفسه على الذائقة الفنية للناس فصعب جدا حصول هذا لأنه ببساطة أبعد ما يكون عنه و لا يعبر عنه و لا يشبهه في شيء و ليحاول كل منكم أن يتذكر فليم تونسي ناجح و نال و لو جائزة صغيرة أو أغنية نجحت في شد الجمهور أو كتاب تونسي طبع و سجل نسبا عالية من المبيعات أو ديوان شعر تعلقت به قلوب الناس...حاولوا ثم حاولو ثم حاولوا و من وجد الإجابة فليجبني.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 49753

   (Tunisia)  |Mardi 22 Mai 2012 à 21:53           
Monsieur, vous avez commencé par minimiser les premiers pour massacrer le reste soit 100% des tunisiens et je suis certain que vous n'êtes pas un tunisien

Nany1971  (Tunisia)  |Mardi 22 Mai 2012 à 09:24           
@tounsiahorra (tunisia)
كالعادة خالف تعرف مع الكذب
ياهذه راجعي معلوماتك فالقضية قد كسبت وقد غرّم صاحب القناة والمشرف على التجرمة
إن كنت فعلا تتابعين بصدق ما يجري لشاهدت نواح وغراد نسمة وبكائهم على الحكم
لا مساس بمقدسات الشعب

Medoxos  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 22:46           
يا أخي يزينا من إثارة الفتن، persepolis قضيه وفات، و الشعب اظهر مرة أخرى أنه أذكى من مثقفيه و من كاتب هذا المقال إلي جابو من الحيط
ضاهر إلي ثقافته في سينما ضعيفه جدا ا ا ا ا و من لحاسة السلطة قبل و توا

Abudhiya  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 22:44 |
          
يقول أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله تعالى :

"إذا أردت أن تعرف محل الإسلام من أهل الزمان ...فلا تنظر إلى ازدحامهم في أبواب المساجد ولا في ضجيجهم بلبيك ولكن انظر إلى مواطأتهم لأعداء الشريعة....

Amel_ben  (Germany)  |Lundi 21 Mai 2012 à 22:19           
@tounsiahorra (tunisia)

أشاطرك الرأي المشكلة فالعديد من التونسيين يعيشون ثغرة العولمة السلبية العمياء الناتجة عن نقص معرفي فهم لا يفهمون و لا يستوعبون من أن دول المشرق ليست مثال و أنموذج ينسج على منواله نحو الافظل خاصةً في ما يتعلق بالحريات و التعايش. فالواقع اللبناني لأسبابه و معطياته الجيوسياسية و الديمغرافية لا يمد بالواقع التونسي بأي صلة للمقارنة

شخصياً لم أرى فالفيلم أي إساءة تستحق كل هذه الظجة... و يكفي إطلاق نظرة عن ما يبث فالفظائيات الدولية التي تصل أحياناً للهزل و قمة السخرية... يا أخي إن لم تعجبك قناة و لا تتماشى مع نظرياتك فسخها من اللاقط و لا تشاهدها ساهل ياسر

Truth  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 20:36           
@tounsiahorra
t'est pas leila trabelssi par hasard?

Ouahch  (United Kingdom)  |Lundi 21 Mai 2012 à 19:41 | Par
>
          
Certains commentaires sont lamentables

Hached  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 19:06           
Où sont nos artistes qu'est ce qu'ils ont fait comme production internationale pour contribuer au développement de l'économie nationale et à la réduction du chomage chez nos jeunes artistes à l'istar ceux de la turquie, de l'iran, de l'inde, de l'egypte etc...chacun doit travailler ,travailler, et travailler incessament dans son domaine pour le progrès de la tunisie et des tunisiens

   (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 18:53           
شكرا يا أستاذ على هذا المقال الذي يوضح الفرق بين دعاة الحرية و دعاة الدعارة من أمثال "تونسية حرة"



Tounsiahorra  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 18:21           
قضية برسي بوليس قضية مستهلكة وكاتب هذا المقال صحافي فااااااااااشل فقد قال القضاء كلمته وهو ان الفيلم ليس قيه اعتداء على المقدسات
ثم لماذا يضرب المثل بالمجتمع اللبناني فهل هو مقياس للتعايش وقبول الاخر بين المسلمين بمختلف طوائفهم والمسيحيين ؟؟؟؟الاكيد ان النقد الموجه للفيلم له خلفيات ايديولوجية وصراعات على السلطة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان

GUESMI  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 18:10           
هذا هو الخطاب الرصين الذي يجب توجيهه الى هؤلاء الغوغائيين

Zoulel  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 17:18           
Bravo mr sahib alma9al

Mounir  (Tunisia)  |Lundi 21 Mai 2012 à 17:18           
Un article qui fait plein dans le mille.
la liberté s'arrête où commence celle des autres.


babnet
All Radio in One    
*.*.*