د كمال عمران: خطيب جمعة ووزيــــــــــــــر
كان تعيين الدكتور كمال عمران وزيرا للشؤون الدينية اختيار صائب دقيق قائم على دراسة معمقة تستند في ذلك لتاريخ الدكتور عمران الحافل بالإنجازات تاريخ لا يمكنك فيه إلا أن تحترم سيرة هذا الرجل المليئة بالعلم وحب التعلم ليس في الأمور الدينية فقط بل في شتى المجالات التي تمكنه من الاستفادة والإفادة.
ولد الدكتور كمال عمران في 18 جانفي 1951 بتونس حيث زاول تعليمه بمعهد باردو أين بدأ أساتذته يكتشفون فيه حبه للمطالعة واجتهاده المتواصل لتحصيل العلم
اجتهاد جعله يحصل على الأستاذية من دار المعلمين العليا بتونس سنة 1973 بل على المرتبة الأولى في شهادة التبريز سنة 1981 ولم يقف طموح الدكتور عند هذا الحد بل واصل درب التعلم وتحصيل العلم إلى أن أحرز على شهادة الدكتوراه سنة 1994 عن بحثه حول موضوع الإنسان ومصيره في الفكر العربي الإسلامي الحديث ليصبح منذ 1999 أستاذ تعليم عالي بالجامعة التونسية
ولد الدكتور كمال عمران في 18 جانفي 1951 بتونس حيث زاول تعليمه بمعهد باردو أين بدأ أساتذته يكتشفون فيه حبه للمطالعة واجتهاده المتواصل لتحصيل العلم
اجتهاد جعله يحصل على الأستاذية من دار المعلمين العليا بتونس سنة 1973 بل على المرتبة الأولى في شهادة التبريز سنة 1981 ولم يقف طموح الدكتور عند هذا الحد بل واصل درب التعلم وتحصيل العلم إلى أن أحرز على شهادة الدكتوراه سنة 1994 عن بحثه حول موضوع الإنسان ومصيره في الفكر العربي الإسلامي الحديث ليصبح منذ 1999 أستاذ تعليم عالي بالجامعة التونسية
لقد كان الدكتور كمال عمران شديد الاهتمام بالثقافة والحضارة الإسلامية فألف في ذلك عدة كتب تعتبر مراجع مهمة ليس فقط في تونس بل في العالم العربي لعل من أهمها كتابي شغاف النص في كيفية تحليل النص الحضاري و مداخل إلى الثقافة في 2008 وكتاب الإبرام والنقض قراءة في الثقافة الإسلامية في 1992وكتاب التجريب والتجريد في الثقافة الإسلامية في 1993
ورغم هذا الاهتمام بمكنونات الثقافة والحضارة الإسلامية إلا أن الدكتور عمران لم يخفي شغفه بالشعر العربي ودواوين الشعراء العرب فكتب في ذلك عدة مقالات من أبرزها دراسة في أنموذج من الشعر العربي و دراسة في شعر الميداني بن صالح و المرأة في الشعر التونسي المعاصر و دراسة في شعر أبي العلاء المعري...
هذا العلم الوافر في ما يهم الحضارة والثقافة العربية الإسلامية جعله يضطلع خلال مسيرته المهنية بعديد المهام الوطنية والإقليمية منها مستشارا لدى وزير التعليم العالي ومديرا للمعهد الأعلى للتوثيق ومديرا عاما للقنوات الإذاعية بتونس ومكلفا بمهمة ومستشارا لدى وزير التربية والتكوين وهو كذلك عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى وبالمجلس الأعلى للثقافة وبمجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وبالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بتونس وبالمجلس التنفيذي لليونسكو مما استحق عديد الأوسمة كالصنف الرابع من وسام التربية والصنف الثالث من وسام الاستحقاق الثقافي
ولعل منصبه كمدير عام لإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم جعلته أكثر قربا من عموم الشعب التونسي بعد ما حققته الإذاعة من إنجازات ونجاحات ليس في تونس فقط بل تجاوزتها إلى العالم العربي مما سلطت عليه مزيد من الأضواء نتيجة للخطاب العقلاني والمتسامح الذي تتبناه الإذاعة خطاب قائم على الوسطية والاعتدال
ومما يثير الإعجاب في الدكتور عمران قدرته الكبيرة على الإقناع فقد قامت صحيفة الشرق الأوسط بإجراء لقاء معه وسألته إحدى صحفيات الجريدة لماذا سميت إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وليس إذاعة الزيتونة الدينية فكان رده مدهشا في محله عندما كان جوابه بأن القرآن يجمع كل الناس وفهم الدين يختلف فيه الناس. فالدين ملل ونحل، ونحن لا نريد أن ندخل في هذه المتاهات، ونحن نرى أن العودة إلى القرآن، يمكن أن تصلح حال الكثيرين، حين يكتشفون مناطق اليسر فيه. فالقرآن الكريم يجمع الناس.
وحدة الناس و الدعوة إلى تماسكهم كانت دائما منطلق الدكتور كمال عمران في التعامل مع الآخر مما جعله يكتسب شعبية كبيرة نلاحظها جلية في رواد مسجد البحيرة أين يلقي الدكتور عمران خطبة الجمعة شعبية تجعل من الناس يأتون قبل ساعات من الخطبة لحجز مقاعد في المسجد فهم المتعودون على خطابه الديني المواكب لتحركات المجتمع المبرز لأهمية تحصيل العلوم ومقارعته الدليل بالدليل المأخوذ من الكتاب والسنة
ولعل تعيين الدكتور كمال عمران وزيرا للشؤون الدينية قد أحزن البعض كما أفرح الكثيرين ربما مخافة أن يشغله المنصب الجديد عن الحضور لإلقاء خطبته في المسجد وهو تخوف نعذرهم فيه نظرا لتعلق الحاضرين بالدكتور
إلا أن الوزير الجديد خالف كل التوقعات التي تقول بأنه لن يحظر نتيجة لمشاغل الوزارة فكان عند عهده وثقة الناس فيه فلم تشغله الوزارة عن هموم الناس بل كانت حافزا له للتقرب أكثر من عموم الشعب لإنارة طريق الحق أمامهم فكان يوم الجمعة الماضي في الموعد خطيبا بالمسجد , ألقى خطبة تتناول فيها موضوعا مهما وهو أهمية القران والعمل به في حياتنا ولم ينسي الدكتور والوزير الجديد الرفقة والأصحاب فتعرض لمآثر وخصال المرحوم الشيخ الحفيان الذي كان كل همه خدمة القرآن وتعليمه...
فهنيئا للدكتور كمال عمران منصبه الجديد المستحق وهنيئا لمحبيه وللشعب التونسي بعلمه الذي لا ينضب
كريـــم
Comments
42 de 42 commentaires pour l'article 31727