تطعيم، بطعم العلقم!!..
كتبه / توفيق زعفوري..
منذ عشر سنوات، يكفي أن تقول انك تونسي حتى تشرئبّ إليك الأعماق، و تثير الدهشة، يكفي ان تقول انك تونسي حتى يرفع لك القوم القبعة و يضرب لك تعظيم سلام!!،
منذ عشر سنوات، يكفي أن تقول انك تونسي حتى تشرئبّ إليك الأعماق، و تثير الدهشة، يكفي ان تقول انك تونسي حتى يرفع لك القوم القبعة و يضرب لك تعظيم سلام!!،
يكفي لن تقول انك تونسي، حتى تحس بأن القوم يحسدونك على صورتك و حريتك و كلمتك و كرامتك..
يكفي أن تقول أنك تونسي حتى ترى أنك جزء من حراك المنطقة، و العالم و يتشكل وسم التونسيين ياسمينا و حرية و عزة و كرامة!!
ماذا لدينا بعد عشرة سنوات!!؟ ؟
نحن التونسيين نحس أن الحرية لا طعم لها، شباب تونس يقاد كالماعز كومة واحدة إلى السجون، ما يقارب الألفي شاب من شباب الثورة تحطمت بهم قوارب الحرية في شواطئ/ سجون بلدهم، و ما كان ليحدث أن إحتشد شباب تونس بالآلاف في سجون بلدهم لولا أن ضاقت بهم مساحات التعبير و القهر و الظلم، لو كانت لهم كرامة كالتي إنتفصوا لأجلها ما بقي أحد منهم في دوائر القهر و الإمتهان و ما كانت كرامتهم أو ما تبقى منها، تباع و تشترى في سوق التلاقيح، بأبخس الأثمان..
تلاعبوا بنا و بكرامتنا و ببلد كامل من أجل تطعيم لم يأت لحد الآن، و إستكثروه علينا حتى أنه صار ك "الذواقة" أو الغلة " الفال" بضع آلاف، لأحدى عشر مليون شخص أو يزيد!!
هبة من الإمارات و قد دسوا فيها السم، فصارت كلغم إنفجر في مكان ضيق، فأحدث ثقوبا في جدار كرامتنا و شقوقا و جروحا لا تندمل و لا تطيب..
و هناك في أعلى مستوى تعالت النداءات و تعددت المكالمات، من أجل "لقشة" لقاح لا تكفي حتى لربع الأطر الطبية و شبه طبية، لا تكفي لشيء، فقط لنظهر للعالم أننا إرتفعنا قليلا عن القاع..
ماذا يحسب التونسيون أنفسهم و قد أهينوا في أعز ما يملكون!؟؟..
كشفت سياسة انتاج و ترويج اللقاحات أننا في ذيل الأمم و الشعوب ، لا دور لنا في الحياة أو توفير أسبابها سوى بتعرية "الزنود" لأخذ جرعة تبقيك متنفسا بضع شهور أخرى لا اكثر و تعيد إليك جرعة أوكسجين فقدتها منذ اكثر من عام..
بمَ تتباهى بين الشعوب، أنت و قد أهانك الذي تفاخرت بالتقدم عليه أشواطا و أشواط و أثار شهية الطمع لديك!؟؟.
الواقع أننا إنتقلنا من شعوب ذو كرامة إلى شعب ذو مهانة ، و كل ذلك بفضل سياسة الجهابذة في التعايش و التوافق و ضرب الأكف و المناكفات العميقة العقيمة، فلا جزاكم الله شيئا مما ترجون، أنا نحن فندعوا الله ألا نحتاج لاحد لا طبيب و لا مشفى و لا تطعيم بطعم العلقم، فهنيئا لكم به...
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 222052