الذبح على الأنترنات بقلم: برهان بسيس
«فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق...».
بهذا المقطع من الآية القرآنية الكريمة ينطلق صوت مرتّل بنغمة مؤثّرة وهو يعلق على مشهد ذبح فظيع لأحد المختطفين البريطانيين منزّل بكامل تفاصيله على موقع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين على شبكة الأنترنات.
لا بدّ للمرء أن يعاين هذا المشهد حتى يحكم على المشاعر العفويّة التي تملكه وهو يحملق في عملية ذبح بشري من الوريد إلى الوريد، الأكيد أنّ المشاعر قد لا تعني شيئا أمام منطق العقل الذي تبرّره قاعدة «العين بالعين والسنّ بالسنّ والبادىء أظلم»، ولكن مناخ المشهد ومتنه المحفوف بالتكبير وقراءة آيات القرآن الكريم يثيران عديد الأسئلة المحرجة التي قد تربك منطقا طالما دافعنا عنه وروّجنا له وهو ضعف وهشاشة تيار العنف الساري باسم الإسلام مقابل قوّة وأغلبية تيار الاعتدال المتصل بقيم التّسامح في العقيدة الإسلامية السّمحاء.
لا شكّ أن لعبة تأويل النّص الديني لعبة مخاتلة وماكرة مفتوحة على أكثر من احتمال تبريري لمعظم انحرافات البشر عبر التاريخ فلا أحد اليوم يقدر على اشتقاق حقيقة واحدة من النص المقدّس دون أن يكون آخر بقادر على صنع نقيضها من داخل نفس منظومة هذا النّص.
واقعة الحرب مثلا لا تكاد تنفر من هذا التأويل المزدوج أين يجد طلبة التسامح والسلم أغراضهم في النص الذي بلغ سقفه التسامحي حدود وضع نظام أخلاق رفيع للحرب ليس أقله شدّا للانتباه وصايا الرسول محمد لأصحابه أثناء الخروج للحرب بألا يؤذوا طفلا أو امرأة أو عجوزا لا بل وأيضا شجرة.
Suite de l'article
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 2219