اليوم افتتاح مدينة الثقافة رسميا بعد سنوات من الانتظار

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/citelaculturex4.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - تفتتح رسميا اليوم الاربعاء مدينة الثقافة هذا الصرح الثقافي الذي يبصر النور بعد عثرات وصعوبات استمرت سنوات .
وشيدت مدينة الثقافة وسط العاصمة بشارع محمد الخامس على مساحة تقدر ب9 هكتارات منها خمسون الف متر مربع مساحة مغطاة .


(وات/ تحرير سهيلة العيفة)- وسط مناخ سياسي واقتصادي واجتماعي صعب يأتي افتتاح مدينة الثقافة ليشكل نقطة مضيئة ويجسد تحقيق حلم لطالما انتظره الفنانون والمبدعون وكل التونسيين المهتمين بالثقافة فبداية من يوم غد 21 مارس ستكون تونس عاصمة للثقافة العالمية ووجهة لصناع الفن والفكر والإبداع في حضانة مدينة الثقافة، هذا الصرح الثقافي الذي أبصر النور بعد عثرات وصعوبات دامت سنوات.
...


مدينة الثقافة التي شيدت في مكان ينبض بالحركة والحياة بالعاصمة وهو شارع محمد الخامس الذي يعد شريانا حيويا يربط الشوارع الرئيسية للعاصمة تنيره اليوم أعمدة وأسوار مدينة الثقافة على مساحة جملية تقدر ب9 هكتارات منها 50 ألف متر مربع مساحة مغطاة.
ويمكن لزوار هذا المعلم الفريد في تونس الولوج إليه عبر مدخلين رئيسيين: الأول من الواجهة الغربية المطلة على شارع محمد الخامس وهو مخصّص للزوار.
أما المدخل الثاني فهو كائن في الواجهة الشرقية للمعلم ويُفتح على الطريق السريعة التي تربط العاصمة بالضاحية الشمالية.

وبالعودة إلى تاريخ المشروع، بدأت فكرة إنشاء هذا الصرح الثقافي التونسي مع بداية 1992، لكن أشغال التنفيذ كانت تتعثر باستمرار، ومع ذلك تواصلت إلى حدود سنة 2006 حيث كانت الانطلاقة الحقيقية لتنفيذه.

وكان من المنتظر أن يقع الانتهاء من المشروع وتسليمه في شهر أوت من سنة 2008، لكن تأجل ذلك إلى سنة 2009، وظلّ تاريخ انتهاء الأشغال يتأجل تباعا إلى أن توقّفت الأشغال تماما بعد أحداث 14 جانفي 2011.

بعد 5 سنوات جرى استئناف العمل على إنشاء المدينة، لكن شركة المقاولات التشيكية المُنفّذة للمشروع اعتذرت عن مواصلة تنفيذه، فتسلّمته شركة مقاولات تونسية في شهر أفريل 2016.

هذا الصرح الثقافي الذي بلغت تكلفته 150 مليون دينار، من شأنه أن يساهم اليوم في دعم التموقع الثقافي لتونس دوليا، حتى تكون عاصمة ثقافية عالمية تستقطب صناع الفكر والفن والإبداع لاسيما و أن الخصائص المعمارية لمدينة الثقافة تتماشى مع المضامين والبرامج والأحداث الفنية والأجندات الثقافية التي ستحتضنها، لتكون هذه المدينة فضاء للتجارب والبحوث الفنية وللتكوين والإنتاج والنشر مما يساهم في دعم الاستثمار الخاص في قطاع الثقافة والتشجيع على الاستغلال الثقافي المرتبط بالعمل المستقل والمبادرة الحرة.

كما سيكون هذا المشروع مرفقا هاما في مجال الحفاظ على الذاكرة الفنية التونسية الجماعية في مختلف مشاربها الإبداعية، فضلا عن كونه فضاء للارتقاء بالذائقة الفنية من خلال تكوين الجمهور وتحسيسه وتيسير انفتاحه على التنويعات الحضارية والثقافية عبر نشر ثقافات العالم وعروض فنية متعددة الوسائط.

وتوفر مدينة الثقافة أيضا فضاء للتعارف بين الشباب المقبل على الإبداع وتبادل المهارات إلى جانب إدماج الأشخاص الذين يعانون من صعوبات أو ذوي الاحتياجات الخصوصية في المنظومة الثقافية إضافة إلى التعريف بثراء العادات الفنية الثقافية الجهوية لدى متساكني العاصمة.

وفي ما يتعلق بالأهداف الخاصة المرتبطة بالاستغلال الفني والتجاري لمدينة الثقافة، فتتمثل أساسا في تركيز تنمية شاملة ودائمة للقطاعات الاجتماعية والاقتصادية والحضارية عبر الثقافة حيث تم إحداث قطب للإنتاج الفني (مسرح، سينما، موسيقى، أوبرا، كوريغرافيا) وذلك في إطار نشاطات المدينة من خلال إبرام شراكات مع أطراف أجنبية لكسب موارد مالية عبر تشجيع المؤسسات المستقلة والمبادرات الخاصة والاستثمار الثقافي والاستشهار لتكون في شكل اعتمادات تدعم الميزانية الأساسية للمدينة.

ومن بين الأهداف المتعلقة بالاستغلال التجاري لهذا القطب الثقافي، الارتقاء بالاقتصاد اللامادي لمساندة جهود الدولة في مجال البحث عن فرص شغل ثقافية عبر الأخذ بعين الاعتبار التخصص والمهن الثقافية الجديدة (التكنولوجيا الحديثة، التصرف، الإضاءة، الفوترة، الإعلام وغيرها).

وترسيخا للحق في الثقافة كشكل من أشكال اللامركزية الثقافية والحق في المعرفة الفنية والإبداع والمعارف الحسية للجميع والحق في الارتقاء من خلال فضاءات الإبداع، تم إحداث مسرح مخصص للجهات ليكون فضاء للتنوع الثقافي المحلي.

ومن المنتظر أن تساهم مدينة الثقافة كذلك، في تطوير حوار الثقافات والأديان فبقدر ما ستثري المدينة التراث العالمي عبر الإبداعات الفنية الوطنية فستتلقى بدورها الابداعات العالمية في تآلف مما يجعل من تونس عاصمة دائمة للثقافة.

وسيقع توظيف التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات في إعادة ابتكار الفنون المعاصرة، وسيكون توظيف هذه التقنيات الحديثة من بين الأهداف الخاصة للمدينة عبر مساهمتها في تكريس الفنون المرئية والفنون المتداخلة في نسق فرجوي ركحي وتفاعلي.

وتواصلا مع الجمهور ومع المواطن في معيشه اليومي، تم تخصيص فضاءات تجارية صلب مدينة الثقافة لتفي بمختلف الاحتياجات والانتظارات التي تتجاوز الفن والثقافة لتوفر مأوى وحضانة أطفال ومحلات تجارية مختلفة البضائع ومطاعم عائلية.



مكونات مدينة الثقافة :
تحتوي مدينة الثقافة على تسعة مكونات وظيفية:
ـ فضاء الاستقبال العام للجمهور مساحته 6462 م² مخصص لاستقبال وإعلام العموم حول نشاطات المدينة وتظاهرات المركز.
وهو يهدف إلى خلق جسر تواصل بين المدينة والانشطة المذكورة وهو فضاء توجيهي لنشاطات المدينة وسيقع تدعيمه بوسائل تكنولوجية ولوحات توجيهية مضيئة ومحامل إشهارية رقمية والحواسيب ذات الملامس.

ـ فضاء الجمهور وفنون الركح يتكون من ثلاثة مسارح، مسرح الأوبرا 1800 مقعد، مسرح الجهات 700 مقعد، مسرح المبدعين الشبان 300 مقعد وهذه المسارح مخصصة للابداع والانتاج واستقبال العروض الركحية : الأوبرا، البالي الرقص، المسرح، الموسيقى، وذلك وفق الطلبات الوطنية و الدولية .

ـ مكتبة متعددة الوسائط مساحتها 2376 م² يمكن استغلالها كفضاء تجاري للكتب الفنية والثقافية والمحامل المخصصة لتقديم وتوثيق المواضيع المعاصرة على محامل عصرية للاتصالات.

ـ قطب سينمائي مساحته 1391 م² يتوفر على قاعة تتسع لـ350 مقعدا وقاعة أخرى لـ150مقعدا يمكن تسويغها من قبل الخواص، وهي تعد فضاء لنشر الثقافة السينمائية خصوصا التراث السينمائي الوطني حيث ينتفع بأدوات نشر ملائمة للأهداف الثقافية ولدور مدينة الثقافة المتمثل في تدعيم الثقافة المرجعية "دون شعبوية" أي من خلال البحث عن السينما التجريبية والتوثيقية والأفلام ذات موضوع.
وسيكون استغلال هذه الفضاءات في اتجاه المبادرة والانفتاح على الأفكار الجديدة قصد اعادة الإعتبار للسينما الوطنية.

ـ دار الفنانين مساحتها 2336 م² وستحتضن "المركز الوطني للاستثمار الثقافي" و"المركز الوطني للكتاب".

ـ المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر مساحته 4711 م² وهو مخصص لاحتضان معارض الفنانين التشكيليين والنحاتين في كل

مجالات الفنون التشكيلية بمعناها الواسع، إلى جانب تضمنه للخزينة الوطنية للفن التشكيلي وما تحتويه من أنشطة الحفظ والترميم والرقمنة.
ـ استوديوهات الانتاج الخاصة بفنون المسرح والموسيقى والرقص الفني.

ـ الإدارة العامة تمسح 2452 م² وهو فضاء مخصص لتأمين الدعم والتصرف والتنسيق والترابط وإنجاح نشاطات المدينة، بالاضافة إلى الفضاءات الخارجية التي تتميز بقسم خاص للعموم منفتح على العاصمة.



ـ برج الثقافة مساحته 840 م² وارتفاعه 60 مترا.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 158137

Tounsimuslim2014  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mars 2018 à 11:50 | Par           
كان من الأجدر انشاء مركز البحوث والدراسات العلمية، و ورشات تكوينية و اختراعات و مبادرات جديدة في حلق التشغيل و خلق الثروة و النهوض بتونس من الفقر و الجوع و العطش و المرض. للاسف أموال تصرف من الخزينة العمومية لمصلحة فئة محدودة، و ذلك لنثبت للغرب اننا علمانيين، ولكن لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم. و السلام

Incuore  ()  |Mercredi 21 Mars 2018 à 11:29 | Par           
موقع قصر المعارض سابقا حيث كانت تقام المعارض و تجرى مقابلات كرة اليد و الطائرة و السلة في الستينات و الى حد ما في السبعينات لا يجب تقديمها للمرتزقة السياسيين يجب ان تكون للثقافة خاصة و ان نونس لا تملك حتى مكتبة لها قيمة

Mandhouj  (France)  |Mercredi 21 Mars 2018 à 08:35 | Par           
مبروك علی تونس . شعب ال 5000 عام حضارۃ .

Sarih  (Tunisia)  |Mercredi 21 Mars 2018 à 07:52           
إنشاءالله يكون مدينة للثقافة البناءة وليشت هدامة لا تبث ولا تشجع ألا الأعمال الهابطة أخاقيا وقيميا وكل ذلك بإسم الحداثة والإنفتاح على الغير, وإنشاءالله مايكونش المسير لهذه المدينة من نوع الكزدلي وإلا بن شلامة رجاء وغيرهم كثر هؤلاءالخارجين من جلدتهم والناكرين لأصلهم, وتعرفوا آشنهو إلي ينكر في اصلوا حاشاكم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female