سوريا و لعبة الامم
بقلم الاستاذ بولبابه سالم
اقتربت معركة حلب من النهاية مع دخول الجيش السوري شرق المدينة بعد قصف جوي روسي عنيف خلال الاسابيع الاخيرة يواكبه عمل استخباراتي ايراني كبير ، طبعا تناثرت اشلاء القتلى في كل مكان و تمت محاصرة مقاتلي المعارضة السورية الذين صاروا ينتظرون طوق النجاة من حلفائهم و من داعميهم من اطراف اجنبية مختلفة سعودية و قطرية و تركية و امريكية . اما من شجع على ارسال الشباب المتطرف الى هناك فقد ذابوا و تركوهم لمصيرهم بعد الزج بهم في حرب عبثية .
اقتربت معركة حلب من النهاية مع دخول الجيش السوري شرق المدينة بعد قصف جوي روسي عنيف خلال الاسابيع الاخيرة يواكبه عمل استخباراتي ايراني كبير ، طبعا تناثرت اشلاء القتلى في كل مكان و تمت محاصرة مقاتلي المعارضة السورية الذين صاروا ينتظرون طوق النجاة من حلفائهم و من داعميهم من اطراف اجنبية مختلفة سعودية و قطرية و تركية و امريكية . اما من شجع على ارسال الشباب المتطرف الى هناك فقد ذابوا و تركوهم لمصيرهم بعد الزج بهم في حرب عبثية .
المثير في الامر هو عودة سيطرة داعش بسرعة غريبة على مدينة تدمر و انسحاب الجيش النظامي السوري دون مقاومة تقريبا ، هو امر يؤكد ان هذا التنظيم هو شركة مساهمة دولية تتلاعب به اطراف دولية عديدة تحركه كيفما شاءت و وفق مصالحها و اهدافها و خاصة من طرف الولايات المتحدة الامريكية . لقد صرح دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية ان بلاده هي التي صنعت داعش مثلما اكد في تغريدة على تويتر ان الولايات المتحدة كانت وراء المحاولة الانقلابية في تركيا الصيف الماضي ، و ذلك قبل ان يزيلها بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية .
لقد خرجت الثورة السورية عن مسارها السلمي بعد تدخل اطراف دولية عديدة ساهمت في تسليح المعارضة مما دفع النظام الى استخدام كل ترسانته العسكرية لقمعها . تدخلت القوى الكبرى من الولايات المتحدة و بربطانبا و فرنسا و روسيا ، كما تدخلت الاطراف الاقليمية الوازنة مثل تركيا و ايران و السعودية و اسرائيل حتى تحولت الاراضي السورية الى ساحة حرب دولية يدعم كل طرف مجموعته المقاتلة ، و طبعا تتوزع هذه المجموعات الى كتائب سلفية و علمانية و جهادية و تكفيرية ، و شهدنا احيانا حروبا عبثية بين هذه المجموعات نفسها فجيش الشام يقاتل جبهة النصرة ، و الجيش الحر يقاتل داعش و احرار الشام يقاتلون جيش الشام ووو.. طبعا كل هؤلاء لا يمكن ان ينشروا قيم الحرية و لن يستطيعوا بناء الديمقراطية المنشودة لان فاقد الشيء لا يعطيه .
لقد كانت حربا همجية بربرية دموية واكبتها مذابح مروعة ارتكبها الجميع و طبعا يتحمل النظام الجزء الاكبر منها . لكن الغريب ان ستين دولة تقصف داعش في الرقة و لم تستطع تحريرها من هذا التنظيم الارهابي و يجب ان نكون اغبياء حتى نصدق ان هذه القوى العظمى عاجزة عن ذلك ، لكنها لعبة الحسابات و المساومات السياسية .
المثير للغرابة ان الجيش الروسي الذي اعلن سيطرته على الاجواء السورية قبل اشهر يغمض عينيه عن الطائرات الاسرائيلية التي تقصف مواقع سورية مختلفة اخرها حرقه لمطار المزة العسكري قبل ايام .
الخلاصة ان اسرائيل هي المستفيد الاكبر مما يحدث في سوريا بعد الخراب الذي لحق بها ، و يبقى الشعب السوري الخاسر الاكبر بعد الخراب الذي حل ببلده.
اما المؤسف حقا ان مستقبل سوريا لم يعد بيد السوريين لان القوى الكبرى لا تقدم هدايا مجانية ، اما حل الازمة فمازال بعيدا لان مصالح الكبار متضاربة الى حد التناقض .
كاتب و محلل سياسي
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 135399