سوريا و لعبة الامم

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/bacharputinnle131216.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

اقتربت معركة حلب من النهاية مع دخول الجيش السوري شرق المدينة بعد قصف جوي روسي عنيف خلال الاسابيع الاخيرة يواكبه عمل استخباراتي ايراني كبير ، طبعا تناثرت اشلاء القتلى في كل مكان و تمت محاصرة مقاتلي المعارضة السورية الذين صاروا ينتظرون طوق النجاة من حلفائهم و من داعميهم من اطراف اجنبية مختلفة سعودية و قطرية و تركية و امريكية . اما من شجع على ارسال الشباب المتطرف الى هناك فقد ذابوا و تركوهم لمصيرهم بعد الزج بهم في حرب عبثية .

...

المثير في الامر هو عودة سيطرة داعش بسرعة غريبة على مدينة تدمر و انسحاب الجيش النظامي السوري دون مقاومة تقريبا ، هو امر يؤكد ان هذا التنظيم هو شركة مساهمة دولية تتلاعب به اطراف دولية عديدة تحركه كيفما شاءت و وفق مصالحها و اهدافها و خاصة من طرف الولايات المتحدة الامريكية . لقد صرح دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية ان بلاده هي التي صنعت داعش مثلما اكد في تغريدة على تويتر ان الولايات المتحدة كانت وراء المحاولة الانقلابية في تركيا الصيف الماضي ، و ذلك قبل ان يزيلها بعد نجاحه في الانتخابات الرئاسية .
لقد خرجت الثورة السورية عن مسارها السلمي بعد تدخل اطراف دولية عديدة ساهمت في تسليح المعارضة مما دفع النظام الى استخدام كل ترسانته العسكرية لقمعها . تدخلت القوى الكبرى من الولايات المتحدة و بربطانبا و فرنسا و روسيا ، كما تدخلت الاطراف الاقليمية الوازنة مثل تركيا و ايران و السعودية و اسرائيل حتى تحولت الاراضي السورية الى ساحة حرب دولية يدعم كل طرف مجموعته المقاتلة ، و طبعا تتوزع هذه المجموعات الى كتائب سلفية و علمانية و جهادية و تكفيرية ، و شهدنا احيانا حروبا عبثية بين هذه المجموعات نفسها فجيش الشام يقاتل جبهة النصرة ، و الجيش الحر يقاتل داعش و احرار الشام يقاتلون جيش الشام ووو.. طبعا كل هؤلاء لا يمكن ان ينشروا قيم الحرية و لن يستطيعوا بناء الديمقراطية المنشودة لان فاقد الشيء لا يعطيه .
لقد كانت حربا همجية بربرية دموية واكبتها مذابح مروعة ارتكبها الجميع و طبعا يتحمل النظام الجزء الاكبر منها . لكن الغريب ان ستين دولة تقصف داعش في الرقة و لم تستطع تحريرها من هذا التنظيم الارهابي و يجب ان نكون اغبياء حتى نصدق ان هذه القوى العظمى عاجزة عن ذلك ، لكنها لعبة الحسابات و المساومات السياسية .
المثير للغرابة ان الجيش الروسي الذي اعلن سيطرته على الاجواء السورية قبل اشهر يغمض عينيه عن الطائرات الاسرائيلية التي تقصف مواقع سورية مختلفة اخرها حرقه لمطار المزة العسكري قبل ايام .
الخلاصة ان اسرائيل هي المستفيد الاكبر مما يحدث في سوريا بعد الخراب الذي لحق بها ، و يبقى الشعب السوري الخاسر الاكبر بعد الخراب الذي حل ببلده.
اما المؤسف حقا ان مستقبل سوريا لم يعد بيد السوريين لان القوى الكبرى لا تقدم هدايا مجانية ، اما حل الازمة فمازال بعيدا لان مصالح الكبار متضاربة الى حد التناقض .
كاتب و محلل سياسي



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 135399

Kamelwww  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 11:57           
أنا أستخلص من كل هذا الدمار أن في دماغ الصهاينة عقل مدبر وعبقري... وفي دماع العرب خشبة أكلها التسوس والجهل.
حقق الصهاينة بالتدبير ما كانوا يصبون إلى تحقيقه بالحرب، وهو زيادة تمزيق الدول العربية الممزقة أصلا كي يتسنى لهم التوسع فيها وضمان أمن إسرائيل.
... ونجحت كما نجح الإسبان في تشتيت ملوك بني الأحمر في الأندلس وتمكنوا من طردهم وحتى من ملاحقتهم إلى المغرب العربي وإهانتهم.
كذلك فعل الإستعمار الأوروبي في الخلافة الإسلامية بعد أن نجح في تشتيتها من الداخل.
هو التاريخ يعيد نفسه، وفي كل مرة نكتشف أن من يحكموننا هم حيوانات في شكل بني آدم، جاهلون مستكرشون عملاء أوباش لا خير فيهم.

Ahmed01  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 10:29           
Voici un article objectif et "dépassionné" sur la crise syrienne. On apprécie, il y en très peu sur ce site.

Mandhouj  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 10:06           
@Mourad Jemni (Tunisia)

الشعوب العربية يجب أن تخرج من عقلية قبول الاستعمار .. ثم هذا التوجه الفاشي الذي ينحو إليه العالم سوف يصطدم بإرادات كثير من الشعوب ، منها الغربية و العربية .. هناك قوة حية في أوروبا و في إفريقيا و غيرها من القارات سيكون لها فعال حضاري راقي يتجاوز الأنا القومية و الذهبية و سيرتفع بالإنسان لعالم السلم ، العدل ، التضامن .

و نحن في تونس في إطار، البناء الديمقراطي الجديد ، في إطار الحرب على الفساد ، سيكون لنا إسهام جد جاد ، في هذا البناء الجديد للعالم...

شخصيا أجد نفسي جد متفائل .

تحياتي

Libre  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 06:37           
Les peuples arabes sont encore ignorants même très naïfs gouvernés par des traîtres égoïstes et vendus leur seul but c'est vivre plein les poches en lapidant les ressources de leurs pays sans aucun respect pour leurs patriotes en jouant toujours sur le mensonge et l'ignorance

Mourad Jemni  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 04:42           
يستعصي الفهم و التحليل الاستكشافي في اطار ديني مذهبي و في اطار جهل و امية سياسية كل المعارك على اراضي عربية تدل ان الشعوب العربية غير جديرة بحياة كريمة لان كل مافيها تستباح

Chebbonatome  (Tunisia)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 03:03           
حلب و الموصل استكمال المخطط الصهيوصليبي القديم لاحكنم القبض على تركيا
التركيز على تغيير ديموغرافيا حلب و الموصل السنيّتين يهدف الى تطويق تركيا و عزلها عن محيطها السنّي المسلم
و هو مواصلة ما وقع تحت الاتحاد السفياتي من تغيير صبغة الديمغرافيا الاذريّة السنيّة و توطين الارمن لعزل تركيا عن اذربيجان
بسقوط حلب و الموصل في يد الشيعة بعد سقوط ناغورني كرباخ الاذريّة في يد الارمن المسيحيين اصبح الشعب التركي محاصر سكانيا ببقوميات تخنلف مع الانراك عرقيا و ثقافيا و دينيا

GoldenSiwar  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 00:26           
إسرائيل المستفيد الأكبر أكيد ... والنظام السوري أليس هو أيضا مستفيد من ظهور الملعونة داعش ؟؟؟

"طبعا كل هؤلاء لا يمكن ان ينشروا قيم الحرية و لن يستطيعوا بناء الديمقراطية المنشودة لان فاقد الشيء لا يعطيه"
طبعا هذه العبارة تنطبق أيضا على النظام السوري الفاقد لقيم الحرية والديمقراطية

"لقد خرجت الثورة السورية عن مسارها السلمي بعد تدخل اطراف دولية عديدة ساهمت في تسليح المعارضة مما دفع النظام الى استخدام كل ترسانته العسكرية لقمعها "
حقيقة لا أفهم هذه العبارة الصادمة التي يسوقها لنا الكاتب كي يبين لنا أن هذا النظام العسكري كان مغلوبا على أمره وإضطر راغما (يا حرام !!!)لإستخدام القوة ضد المتظاهرين والحال أنه هو من بدأ بالعنف وإختار الحل العسكري ...

...سؤال بسيط يا سي سالم بعيدا عن هذه المقالات التحليلية التي سئمناها والتي تعيد رواية القصة لأصحابها دون جديد .. ما هو المطلوب الأن من السوريين الذين ضحو بكل شيء من أجل كرامتهم ؟؟ ما هو المطلوب منا كشعوب عربية مسلمة لنصرة اخواننا في حلب بعد أن خذلهم الجميع حتى في مجرد مقال بصحيفة إلكترونية ...

Bensa  (France)  |Mercredi 14 Decembre 2016 à 00:09           
Merci pour l'auteur de cet article.
Vous avez résumé la situation clairement et honnêtement ce qui est très rare sur ce site.
ce qui est sur le seul perdant de cette guerre est le peuple syrien.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female