الثورة كشفت العورة
أبو مــــــــازن
لم يكن فيلم صراع المعروض ليلة الخميس على قناة حنبعل تلميعا لنضال الاسلاميين و غيرهم من معارضي النظام البائد حتى يجلب الشفقة والرحمة والتعاطف قدر ما كان مرآة لحقيقة مرة أبت أن تفارقنا منذ سنوات الاستعمار ألا وهي الاستئصال و الاقصاء للمخالف. قد تألم لمظاهر التعذيب المصورة وللضرب المبرح و التجويع و التفقير لعائلات المساجين والحد من حرياتهم الأساسية ولكن المؤلم حقا هو السكوت الرهيب الذي يدب في الأنهج والشوارع و على القنوات التلفزية حتى اعتقد العام والخاص أنّ الفرززو نحلة عاملة تقدم عسلا صافيا. التونسي يضطهد تونسيا آخر ويقمعه وقد يقتله من فرط التعذيب. التونسي يغتال و يمزق أخاه التونسي أشلاء لمجرد اختلاف في الرأي أو وجهة النظر. هو الارهاب بعينه الذي يدعو للاقصاء و الاستئصال لكل فكر يقدس كرامة الانسان وحريته و لا يسلبه حقوقه الانسانية الأساسية.
لم يكن فيلم صراع المعروض ليلة الخميس على قناة حنبعل تلميعا لنضال الاسلاميين و غيرهم من معارضي النظام البائد حتى يجلب الشفقة والرحمة والتعاطف قدر ما كان مرآة لحقيقة مرة أبت أن تفارقنا منذ سنوات الاستعمار ألا وهي الاستئصال و الاقصاء للمخالف. قد تألم لمظاهر التعذيب المصورة وللضرب المبرح و التجويع و التفقير لعائلات المساجين والحد من حرياتهم الأساسية ولكن المؤلم حقا هو السكوت الرهيب الذي يدب في الأنهج والشوارع و على القنوات التلفزية حتى اعتقد العام والخاص أنّ الفرززو نحلة عاملة تقدم عسلا صافيا. التونسي يضطهد تونسيا آخر ويقمعه وقد يقتله من فرط التعذيب. التونسي يغتال و يمزق أخاه التونسي أشلاء لمجرد اختلاف في الرأي أو وجهة النظر. هو الارهاب بعينه الذي يدعو للاقصاء و الاستئصال لكل فكر يقدس كرامة الانسان وحريته و لا يسلبه حقوقه الانسانية الأساسية.
صراع كشف المستور و بيّن شدة الارهاب والترهيب التي عاشتها تونس قبل الثورة لمّا ورثت الأنظمة السابقة تقنيات التنكيل بالخصوم من الاستعمار وخاضت محاولات الاغتيالات والتصفيات منذ الثعالبي و حشاد وشاكر و الماطري و بن يوسف و غيرهم كثير من النقابيين الصادقين والسياسيين الذين هاموا بالحرية فنالوا شر جزاء الدنيا وخير جزاء الآخرة. لقد برزت للخاص والعام عورة النظام بعد أن كشفتها الثورة فعلموا أن بالبلاد فراغ تنموي لا يتحقق في أشهر وأعوام بل قد يلزمنا عقودا من الزمن ان اثنى أهل الثورة أهل الاقصاء عن تخمناتهم فأبطلوا مخططاتهم و مكائدهم التي لا تنتهي. لقد كشفت الثورة عمق الهوة بين الجهات و انعدام حقوق خالها الجميع متوفرة من صحة و قوت و أمن.
قد ينقسم أهل البلد الى ثورة وثورة مضادة وهذا أمر ظرفي دون البحث عن مؤيدات لهذا الأمر خصوصا اذا دققنا النظر ليلة الثالث عشر من جانفي لما خرجت الجموع مولولة لخطاب المخلوع وحضرت الصور والسيارات رغم البرد القارس. اما أهل الثورة وهم قلة آنذاك قد بيّتوا العزم على رفع شعار ديقاج حتى يرحل ويترك البلد لأهله. انكشفت عورة النظام ثانية لما اضطربت الآراء بعد هروبه وارتباكهم في تسمية قائد للبلاد، عرفنا وقتها أن ورق الدستور لم يعد يتسع للحبر بعد أن نقح ونقح. انكشفت أيضا عورة ثالثة يوم اختفت الملفات واتلفت أبرز المؤيدات ولكن التونسي صاحب القلب الكبير يقول كعادته ميسالش ، خيار المؤمن قلبو صافي .
عورات نظام دولة الاستقلال عديدة و متعددة رغم بعض النجاحات التي لا ينكرها عاقل ولكن اذا ما قورنت تونس العزيزة بمن يماهيها من الدول حجما و ثروة و امكانات مادية وبشرية يخجل للمستوي المتدني الذي لا زلنا نعاني الأمرين من سوء تدبير كفاءات الكرافات . لا يهم، الماضي رحل ولن يعود ولو ضخت اموال قارون الاماراتي و اشتغلت القنوات ليلا نهارا في تلميع الماضي و أقنعتنا أرقام الزرقوني بحتمية فشل الثورة فلن يتحسر عاقل على العهد البائد مهما تملقت الطبقة السياسية الجديدة القديمة ومهما راجت الأخبار الكاذبة والصادقة حول اهل الحكم و اهل المعارضة. لكن العورة التي لا زالت فينا هي الرغبة في الاقصاء الذي يشتغل عليه أعداء الوطن. أنا موجود و أنت العدم، أنا أخالفك أي أنا أترصدك، نحن و هم،ثورة وثورة مضادة، القبة والقصبة، كاري و ملاك، وغيرها من مصطلحات لا تزيدنا الا تشرذما وتمزقا فيهتك عرض البلاد و تكشف أسرارها و ينال منها الأعداء.
الثورة نجحت بشهادة العقلاء والثورة قدر أصاب بلادنا لترتقي سلم الازدهار والعمل الجاد في كنف احترام حقوق المواطنة. الثورة سواء كانت عفوية أو مبرمجة من أطراف خارجية قد بعثرت المحاذير الاستراتيجية بالمنطقة وأربكت ولازالت تربك الجيران والقوى النافذة في العالم. أما من ثار لينال منصبا أو عملا أو يقتات خبزا او بصلا فقد أخطأ الطريق اذ ما كان ينقصه الخبز ولا البصل بل كان جائع حرية وكرامة و احترام بعد أن أرهقه السب والشتم فبقي حائرا مغتاظا أيتكلم فترهقه العصا أم يسكت فتعبث الأيدي بجيبه وعرضه.
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 118671