أبو تريكة ... أنذر العرب لا الغرب؟؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2/aboutrika75.jpg width=100 align=left border=0>


المشهور عن العرب ...كل العرب أنهم شاطرون جدا في ( الحكي) وأقل شطارة في الفعل .... لهذا نحن شاطرون في بيانات الشجب والإستنكار لما يحدث لأهلنا في كل مكان ولكننا قلما نفعل لهم شيئا غير البيانات .... حتى هذه البيانات باتت محظورة وتغير المشهد تماما فبات الضحية هو الجاني والجاني هو الضحية وصار الشهداء قتلى .... وسط هذه السوداوية ووسط عجز مجلس الأمن بقضه وقضيضه عن إصدار بيان ) وليس قرارا ) بتخفيف ( وليس بإلغاء ) الحصار المفروض على غزة ووسط صمت عالمي ( مذهل ) حول معاقبة مليون ونصف من البشر جماعيا وحرمانهم من كل شئ إضافة لقصفهم بالصواريخ وإصطيادهم مع أبنائهم وزوجاتهم وحتى جيرانهم لمجرد أنهم يقاومون الإحتلال .... وسط كل هذا كان من الطبيعي أن يتعاطف كل العرب ( وإعتقد أن كلمة كل غير دقيقة لأنني قرأت وسمعت وشاهدت البعض الذي لم يوافق ) أن يتعاطفوا مع مافعله النجم المصري محمد أبو تريكة في مباراة مصر والسودان رغم أنها مجرد لفتة لن تفعل سوى الرفع من معنويات الأهل في غزة .... والغريب أن عناك من تطوع لمواجهة أبو تريكة بداعي عدم زج السياسة في الرياضة ...



...



تماما مثلما نتكبل ونتلعثم عندما نتحدث عن الإتفاقات الموقعة بين بعض العرب وإسرائيل وعن ضرورة إحترامها في الوقت الذي تمسح فيه إسرائيل البلاط بكل الإتفاقات التي وقعتها بداعي أمن مواطنيها ....

كان لابد لأحد كان أن يخطو الخطوة الأولى في سبيل كسر الصمت العربي ليس لتوجيه الإهتمام لما يجري في غزة لأن كل العالم يعرف ماذا يجري هناك ويسكت كأن القط أكل لسانه.....

مافعله أبو تريكة لم يكن موجها للأفارقة ولا للمساكين في تلك القارة الفقيرة الغارقة في مشاكلها ... ولا لمجلس الأمن ( المطية بيد الخارجية الأمريكية ) ولا لأوروبا التي تدعي الحرص على الديموقراطية وحقوق الإنسان فتبكي وتندب وتهدد وتقاطع من أجل سجينة في إيران أو معارض في سورية ..... أبو تريكة فعل ما فعل في رسالة لنا .. نحن العرب الساكتون عن الحق .... أو عن نصرته حتى ولو بكلمة لاتغني أو تسمن من جوع


رغم مخالفته اللوائح عاشت إيديه


لم أستطع إلا أن أرفع القبعة إحتراما وتقديرا وشكرا وإعجابا بما فعله النجم المصري الخلوق محمد أبو تريكة عندما شارك في الدفاع عن كل مافعله أبو تريكة بعد تسجيله هدفا في شباك السودان أن رفع قميصه لنرى عبارة sympathize with Gaza او تعاطفا مع غزة ونال على هذه الفعلة أشرف إنذار يناله لاعب في تاريخه .... وبعده توبيخ وتهديد من الكاف أو الإتحاد الإفريقي بعقوبة أكبر في حالة تكرار ماحدث على إعتبار أن الشعارات السياسية ممنوعة بقرار من الفيفا ... هذا الفيفا الذي إلتزم الصمت وأكل القط لسان أفراده يوم حمل الغاني جون بانستيل لاعب هابوئيل تل أبيب علم ( الكيان الإسرائيلي ) ورغك كل أصوات الإحتجاج التي سمعنا أنها إرتفعت ( ولا ندري حقيقتها الرسمية ) إلا أنهم تغاضوا عن الموضوع على أساس أن هذا اللاعب كان يحيي جماهير هابوعيل الذين تجشموا عناء السفر إلى ألمانيا كرمى لعيونه ... وشوفيها؟؟؟ ( ولد وإستحلى ) ؟؟؟؟؟

أما أبو تريكة فيستحق أن يتم تكريمه بشكل خاص ومن قبل كل وسائل الإعلام العربية ومن كل الإتحادات الكروية لأنه فعل ما عجزنا عن البوح به أو ما لم نستطع فعله أو ما قصرنا في فعله .... صحيح أن هذه اللفتة لن ترفع الحصار عن غزة ولن تفك أسر أهلها ولن تساهم في شفاء مرضاها ولكنها تشعر أهلنا هناك أن هناك من يفكر فيهم ويشارك في آلامهم ولو بأضعف الأيمان .... وقبله إستحق العراقي هوار ملا محمد الكردي القومية ولكن العراقي الجنسية ، إستحق كل الاحية يوم رفع شعار عراقي أنا على قميصه الداخلي خلال خليجي 18 بالإمارات ..
وكم إستغربت أن ينال الإنذار وقتها من حكم عربي رغم أن الفيفا لا يعترف بهذه البطولة أصلا ... صحيح أنني ضد تسييس الرياضة ولكن من قال بأنهم ( أي العالم الغربي ومن يشد على أيديهم ) لا يخلطون الرياضة بالسياسة .. ألم يضع العالم كله شعارات ضد ماحدث في 11 سبتمبر ؟؟؟ هل كان وقتها مقبولا أن تسيس الرياضة ؟؟؟ ألم يقف العالم .. كل العالم عن النشاط الرياضي وقتها تضامنا مع ضحايا تلك الهجمات ؟؟ ألم يقفوا دقائق صمت في مئات المباريات بعدما حدث؟؟ ولكن عندما يتعلق الأمر بحق عربي وتحديدا فلسطيني تتغير الأمور وتصبح حتى الهمسات الداعمة من المحرمات ....
عاشت إيدك أبوتريكة وكثر الله من أمثالك
مصطفى الآغا

Elaph



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 12582


babnet
All Radio in One    
*.*.*